Thursday, December 28, 2006

الصومال......هل مازلنا نقول لماذا لا نأمن لهم ..؟

كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ


كيف } يكون لهم عهد { وإن يظهروا عليكم } يظفروا بكم { لا يرقبوا } يراعوا { فيكم إلاّ } قرابة { ولا ذمة } عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال { يرضونكم بأفواههم } بكلامهم الحسن { وتأبى قلوبهم } الوفاء به { وأكثرهم فاسقون } ناقضون للعهد .


لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ....... صدقت يا ربي من فوق سبع سماوات


هل سمعتم عن الصومال ..؟....هل اهتممتم بالسماع عنها من الأساس ؟


الصومال بلد اسلامي عربي موغل في الفقر والجهل ...كان غارق في الحروب والصراعات الداخلية لفترة طويلة .... واقع تحت سيطرة مجموعة من اسفل وأحط زعماء الحرب وأكثرهم دموية وشراسة


هل تعلمون ما معنى زعماء الحرب في أفريقيا بالذات ...؟؟


قليلون من اتيحت لهم الفرصة لزيارة دول أفريقية خاصة المتخلفة منها والغارقة في ظلمات الحرب والجهل ...في كثير من دول أفريقيا لا قيمة للانسان ...لا قيمة للمواطن ...لا قيمة للنفس البشرية


في افريقيا القيمة الأعلى للمال والمال وحده ...مال + نفوذ+سلاح تضمن مصالحك وحياتك ولا يهم وقتها ماذا يحدث خارج جدران قصرك ...لا يهم من يموت ومن يعيش ...من يموت - حقيقة لا مجازا - جوعا وانت تنعم بأطيب الطعام


في أفريقيا وفي الحروب الأهلية خاصة المعادلة هي مالك ودمك ان وقعت تحت رحمة
أحد هؤلاء ..وللنساء المعادلة هي مالك وعرضك ودمك


ووسط كل هذا ......... برزت المحاكم الاسلامية


هل تعلمون ما هي المحاكم الاسلامية



المحاكم الاسلامية المكونة من ثلة من العلماء والمتدينين الذين لجأ اليهم الناس في البداية لحل النزاعات فيما بينهم وفرض الأمن الداخلي بقوة الكلمة والعشيرة اولا ثم قوة السلاح فيما بعد..لا القوة لان تواجه إلا بالقوة ..لان زعماء الحرب لا يفهمون غير هذه اللغة ...لأن العالم - المتحضر - لا يفهم غير هذه اللغة

المحاكم الاسلامية استطاعت فرض الأمن والنظام بعد اكثر من 12 عاما من الحرب الداخلية في الصومال

المحاكم الاسلامية نجحت فيما فشلت فيه امريكا منذ عام 1992 والتي اضطرت للخروج وقتها بفضيحة لا زالت تتردد حتى الآن ...نجحت في شهور معدودة في فرض سيطرتها على معظم الصومال وحل مشكلة من أصعب المشاكل في أفريقيا في تطور أذهل العالم كله


المحاكم الاسلامية التي اكتسبت شرعيتها على الأرض بما فرضته من عدالة وامن للمواطنين الصوماليين وليس عدالة وأمن لافرادها وزعمائها والتي حولت مقديشيو وبشهادة المواطنين الغربيين من اكثر مدن العالم نسبة في الجرائم إلى واحد من اكثر الأماكن أمنا في العالم أكثر من نيويورك نفسها على حد قولهم...ولكنها قوة الاسلام وعدل الاسلام الذي أنزله الله من فوق سبع سنوات


ولكن لأن اسمها محاكم إسلامية


ولأنها مدارة من اسلاميين متدينين مؤمنون بربهم عالمين بقوة دينهم


ولانها دليل على قوة منهج الاسلام وصلاحه وانه حل فعلي لمشاكل كثيرة نعانيها الآن


فلا يهم انها حلت مشكلة مثل الصومال


ولا يهم أنها اعادت الأمن للصوماليين فيما فشل فيه العالم بأكمله ...
لا يهم امنهم ولا حياتهم ولا حريتهم ولا تقبل الناس لهم ...لا تهم الحرية والديموقراطية وحرية الكفر- آسف الفكر - وحرية التعبير و و و و و و ولكن المهم كلمة اسلاميين



لا يهم ان تقوم اثيوبيا النصرانية حكومتها بهدم كل ما بنته المحاكم الاسلامية في ايام معدودة



لايهم ان تعود اعمال النهب والسلب والقتل لمقديشيو بعد هذه الشهور من الأمن والاستقرار


لا يهم ان تقوم القوات الأثيوبية نفسها كما هو متوقع بعمليات سلب ونهب واغتصاب



لا يهم ان تعود الصومال لسيطرة الشرذمة من امراء الحرب



لا تهمون يا مسلمون ولا تهم ارواحكم ولا يهم ما تريدونه وما تحبونه وما تؤمنون به


صدقت يا ربي ...كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة..المهم انهم اسلاميون


ولأن المحاكم لم تبلغ بعد قوة ايران وليست لقمة صعبة المنال كحزب الله ..لان المحاكم مازالت تبني قوتها ..وما زالت تبني دولتها ..وليس لأي دولة مصالح معها ...فلا بد من القضاء الفوري عليها


صحيح ان الصومال بلد ينتمي للاتحاد الأفريقي ولمنظمة الدول الاسلامية ...بل ولجامعة الدول العربية ذات اتفاقية الدفاع المشترك ...لكن اثيوبيا النصرانية تخوض حربا بالوكالة عن الولايات المتحدة ولا يجرؤ...بل لا يهتم هنا ..لا يهتم أحد بالدفاع عنهم



تذكروا الآن ان هناك حكومة كانت عاجزة عن دخول البلاد اصلا قبل تواجد المحاكم الاسلامية وكانت محاصرة من امراء الحرب اثناء حبر المحاكم الاسلامية معهم ...تذكروا الحكومة التي تكونت في فنادق اديس ابابا ونيروبي الفاخرة


سبحان الله ...قدر الله لي ان التقي بالمصادفة البحتة ببعض افرادها الذين لا اتذكرهم بشخصياتهم الآن في احدى العاصمتين وتحدثت معهم قليلا ..يبدو عليهم بعض الاحترام نعم ولكن لا حول لهم ولا قوة + ان تواجدهم في فندق مثل هذا -طببببببعا لم اكن انا من دفع تكاليفه بالنسبة لي- في الوقت الذي ينوء فيه الصومالين من شعبهم بما كانوا فيه جعلني لا اشعر بالارتياح لهم...وقتها تعجبت من قدر الله من لقاء كهذا الذي لم يكن مفروض باي شكل ان يتم وكان المفروض ان اكون هذا اليوم في عاصمة اخرى على بعد آلاف الأميال ....ونسيت الأمر تماما مع مرور الوقت



الان افهم ما ارادني الله سبحانه وتعالى ان اراه وان افهمه وان اشعر به
يا ترى ..كم واحد منا اهتم بان يسمع عن الصومال ..كم واحد منا تابع حتى الحرب الأخيرة ...كم واحد منا دعى للمحاكم بالنصر وبالتثبيت




يقولون إذن لماذا لا نأمن لهم ...لأن الكفر ملة واحدة


لان هذا ما يحدث عندما يقود العالم صهيوصليبي مثل جورج بوش ..ومثل توني بلير ... ومثل فلاديمير بوتين ...وكاثوليكية علمانية مثل فرنسا ..وبلد ملحد مثل الصين...يضيع الحق وتضيع الديموقراطية بمجرد ان تظهر كلمة اسلام



لأن مجلس الأمن فشل - او بكلام ادق لم يريد - ان يصدر قرار بوقف الحرب

لأن الادارة الأمريكية امرت موظفيها علنا بعدم الكلام في هذا الموضوع ..لا يهم ما يحدث ومن يذبح ومن سيذبح

كما حدث من قبل في قلب اوروبا الحرة ...في البوسنة ...عندما اصدر مجلس الأمن قرارا بحظر السلاج على طرفي لاالحرب ...متجاهلين ان صرب البوسنة يموولون من مخازن يوغسلافيا القديمة - التي كانت هي نفسها مورد سلاحنا يوما ما



لأن صرب البوسنة كانوا نصارى - أرثوذوكس بالمناسبة - وكانوا جيران وأصدقاء وشركاء وطن واحد للبوسنويين



لانه زمااااااااااااان لم توجد محاكم تفتيش في اسبانيا المسلمة - ظهرت بعد وقوعها مرة اخرى في ايدي النصارى ..ولكننا ننسى وننخدع


لأن هذا ما يحدث اذا سادوا العالم ... ولاننا لم نعاملهم هكذا عندما كنا نحن السادة




كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ...صدقت يا ربي من فوق سبع سماوات




هل تظنون اننا منهم ببعيد ....؟عندي احساس قوي بأن يوم مصر قد اقترب

ليس يوم الخلاص بما نحن فيه..ولكن يوم بنا تنقلب الدنيا علينا ونعلم ونذوق ما كان يذوقه غيرنا ونحن غافلون
ونحن غافلون بلقمة عيشنا ..ونحن غافلون بأعمالنا..ونحن غافلون بمحاربة طواحين الهواء والدفاع عن من لا يستحق ..الدفاع عن حرية كفر ....عن حرية اباحية ....عن دولة مدنية علمانية لا تطبق شرع الله

يا ترى كيف واين سيكون شركاء الوطن وقتها....هل ستظهر الأسلحة المخبأة بالكنائس ..والحقد الذي يقوم القساوسة
بصبه صبا في عروق الشباب القبطي


هل يا ترى هيكون مصير رجالنا التمزيق والتقطيع كما حدث لرجال البوسنة - كوسوفو - البانيا -

هل يا ترى هيكون مصير نسائنا مثل مصير نساء البوسنة - الصومال - الشيشان العراق.....نعوذ بالله من يوم كهذا


سنة الله ان نذوق مثل ما ذاقوا ...لاننا انشغلنا عنهم الا من رحم ربي ..ولاننا غفلنا عنهم ولم نهتم ...ولكنا نسأل الله العافية ...نسأل الله العافية بمن كان يفكر فيهم ويدعو الله وينصرهم قدر ما يستطيع



يا ترى الشباب الجميل اللي بيدافع عن حق الأقليات وصعوبة تطبيق الشريعة لان مصر فيها 10% أقباط - بما لا يحدث حتى في اي بلد ممن تدعي الديموقراطية وفيها نسبة مسلمين اعلى من هذا ...



انا لا انكر على اي طائفة و في حقها للعيش ولا أحرض على اي طائفة


يعلم الله سبحانه وتعالى جيدا اني على استعداد للدفاع عن اي مظلوم ايا ما كان وايا ما كانت طائفته بحياتي ذاتها ...ويعلم الله نيتي في عدم السماح لاي احد ان يغتصب حق لهم ما استطعت يوما ما ..وليس هذا تفضلا مني ..ولكنه ديني من علمني هذا


ديني علمني ان نعطيهم الفرصة كي يفهموا شرع الله ويعلموا لم هذه الأحكام ..كي نتناقش جميعا وبشكل علني ما ارادوا وبعيدا عمن يصبون فيهم الأكاذيب والحقد والكراهية ...نعطيهم الفرصة كي يفهما وكي يمسعوا ...كي نتحدث ويفهم بعضنا بعضا ...فإن آمنوا فإخواننا وبها نسعد ..وان أبوا فلا ضير على الاطلاق ماأمن بعضنا بعضا


ولكن ديني هذا نفسه وفهمي له يجعلني ايضا غير مستعد ان اشارك ولو بكلمة لان يسود من اعلم بخبث نويته وخبث طويته وحقده الاعمى ..او على اقل تقدير عدم تقديره او تطبيقه لشرع الله



صدقت يا ربي...كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة


لأن الله سبحانه وتعالى خلق البشر ويعلم طويتهم جيدا ...الله سبحانه وتعالى وضع لنا الحل الذي سنتوصل اليه بانفسنا ..ولكن بعد ان يضيع كل شئ


الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا لا بالقتل ولا بالاهانة ولا بالايذاء لمن اعتزلنا ولم يرد إلا الخير سواء كان على ديننا ام لا


ولكن بأن تبقى الأمور تحت السيطرة ...تحت سيطرة من يؤمنون بالله ويخافونه ويتقونه ...حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم


فهل نحن منتهون وفاهمون ومتعظون


9 comments:

eldoctor said...

الصومال ليس بها ذهب أو بترول ..ز و لكن تتحكم فى مضيق باب المندب .. فيلزم أن تكون فى يد حكومة ضعيفة .. او امراء الحرب .. اما المحاكم الاسلامية .ز فلن تطيع امريكا ولا غيرها ..
و كما قيل الشىء لزوم الشىء

أبو عمر - الصارم الحاسم said...
This comment has been removed by the author.
أبو عمر - الصارم الحاسم said...

وجهة نظر قوية جدا ..جزاك الله خيرا وعمري ما فكرت فيها كده مع انها واضحة


فعلا في اي حروب كبرى مع مصر مثلا قد تتحرك المحاكم من منطلق ديني وعقائدي لغلق هذا المضيق او التحرك في بشكل او بآخر لكن امراء الحرب او الحكومة الضعيفة لن يفعلوا ذلك مطلقا

ولكن هذا لا ينفي ان في أي مكان آخر في اي كم مهمل ولا قيمة له في العالم وقامت حكومة اسلامية فبرضه هتتم محاربتها ان لم يستطيعوا تحييدها وتغيير مبادئها


نورت يا دكتور المدونة ...يبقى خلينا نشوفك كده

الديب said...

جزاك الله خيرا كثيرا ..

بس المهم .. ايه اللي نقدر نعمله -المدونون- .. ده هو السؤال؟

اظن اهم نقطة هي نشر الامر .. ورض فجيعة الظلم ..دي أول خطوة ممكن نقوم بها نصرة لاخواننا ..

و ايه كمان ؟

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

الأخ ياسر

جزاك الله خيرا كثيرا ...حسستني اني فيه حد بيقرأ ...كنت بدأت أحس اني عامل المودنة فقط لتفريغ افكاري على الإنترنت


الأخ الديب

ايه كمان ....اممممممم ...سؤال عويص

في الظروف الحالية ...وحيث اننا مش عارفين نعمل حاجة في مصر حاليا ...يبقى لا شئ غير الدعاء لهم مع الأسف


اللي بنحاول نعمله الآن هو شرح القضية واهميتها واسقاطاتها على واقع البلاد التي نعيش بها ...زائد تظبيط الأولويات والاتجاهات والمفاهيم عند الناس قدر استطاعتنا ... بأن نعتبر مصر-لبنان-الصومال-العراق-...الخ كله واحد عند المسلمين وكل بلد من دول بلدنا ...بحيث ان يوم ما نقدر نعمل شئ وتكون مصر كما نريد أويكون احد منا ممن له دور قيادي او من صانعي القرار في بلده ان شاء الله او يوم ما يقدر الله ان نكون في بلد في ظروف مماثلة نتصرف بشكل صحيح



حد عنده اقتراحات تانية ..؟؟؟؟؟

اروي الطويل said...

والله المدونه حلوه اوى اوى اوى
وتحفه كمان

اروي الطويل said...

اقل حاجه ان احنا نحط فى المدونات البانر بتاع الصومال انا شفته فى كذا مدونه كانجميل بس للاسف مش عندى
وعلى فكره تحليلك للاحداث فوق رائع

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

شكرا يا اخت اروى وجزاك الله خيرا .... أخجلتم تواضعنا

رفقة عمر said...

اشكرك جدا على تحليلك لوضع الصومال لانى بصراحه لا افهم فى السياسه وكنت نفسى اعرف هى الصومال عملت ايه هى كمان علشان امريكا تضربها لا حول ولا قوة الا بالله