Wednesday, June 10, 2009

حديث اوباما

قبل ان يتلاشى موضوع اوباما حبيت اسجل رايي


مش هاقول مثل معظم من قالوا -ويمكن عندهم حق - انه شخص مراوغ ملاوع كذاب يضحك علينا بمثل هكذا كلمات

وان كنت هاتفق معاهم في هشاشة التكوين الفكري للشعب المصري خصيصا او بعض الطوائف ومن يسمونهم النخب فيه الذي فرحوا لعدة آيات واحاديث استشهد بها...ولثقافتهم الدينية الضعيفة ولعاطفتهم الدينية القوية حتى وان كانت مستترة او يحاول الشيطان وأدها فيهم ففرحوا بها

لكن لن اقول يخادع

في الغالب اصدقه واصدق ان نواياه طيبة ويريد من داخله تغيير السياسة الخارجية قدر ما يستطيع

لكن ده كشخص باراك حسين اوباما ...اصدقه كشخص وسمات باراك حسين اوباما

ليه....فيه شواهد...منها اني هاعود لحرب غزة والانسحاب والتوقيت الذي بدأت فيه الحرب...التوقيت الذي يوحي ان احدا يريد ان ينهي شئ قبل ان يبدأ شئ آخر

والتوقيت الذي انتهت فيه الحرب بغرابة شديدة في وجهة نظري ...فكان من المفروض والمتوقع من اركان النظام الصهيوني والمعروف عنهم ومن سماتهم النفسية والشخصية السهل استنتاجها من متابعتهم..كان المتوقع الهجوم الساحق على غزة ...اعني بالهجوم الساحق ليس مجرد الضربات الجوية ولكن المرحلة الاخيرة وهي الهجوم البري وحرب الشوارع ...ثم مسألة الانسحاب او المضي قدما في الهجوم فيما بعد ستتوقف على كم الخسائر

وبالطبع فالانسحاب قبل هذا الهجوم يكون منطقيا اذا مثلا مثلا هددت حماس باستخدام سلاح استراتيجي او هددت دولة كمصر باستخدام سلاح مثل هذا - وليس ايران لان وقتها ستكون ذريعة الهجوم عليها ايضا بالاضافة لاى انها لم تحرك جندي واحد عند الهجوم على غزة - ولكن هذا الاحتمال – مصر او حماس - غير واقعي على الاطلاق


اذا فيه متغير جديد حدث او هيحدث وفيه اشارة اتبعتت للطرف ده


ايضا الاتفاقية الامنية التي تم توقيعها على عجل قبل يومين من تولي اوباما السلطة والخاصة بمراقبة تدفق الاسلحة الى غزة ومنع ذلك بقوة...وكأنه مطلوب تمريرها بسرعة وفي عهد الرئيس السابق قبل ان ينتهي


اذا واضح انه فيه تغيير في السياسة وفي طريقة معالجة الامور وتخيلي الشخصي ان الاجهزة الامنية والسياسية الامريكية المتولية رسم السياسة العامة لبلادهم تحاول التوفيق بين الحاجة الى تهدئة الامور ولو مؤقتا على مستوى العالم وترتيب البيت الامريكي من الداخل – اتكلم عن الازمة الاقتصادية وفشل السياسة العسكرية في حسم الامور بل ونذر انقلاب هذه السياسة عليهم - وبين اتجاهات اللوبي المؤيد لاسرائيل داخل اروقة السياسة الامريكية وبين رغبات الناخب الامريكي بانتخاب هذا الرئيس


كنت اقول :

في الغالب اصدقه واصدق ان نواياه طيبة ويريد من داخله تغيير السياسة الخارجية

لكن ده كشخص باراك حسين اوباما ...اصدقه كشخص وسمات باراك حسين اوباما


لكن كرئيس الولايات المتحدة الامريكية الوضع يختلف وارفض كلية كووووول الكلام اللي قاله ولا يزن عندي اي شئ ...فالولايات المتحدة وسياسة الولايات المتحدة تجعل الكلام الذي قيل هو اقصى ما يمكن الحصول عليه حتى وان كان يعبر عن فكر جديد لرئيسها.. لان رئيسها هذا نفسه يعلم انه ترس في منظومة لا يستطيع مخالفتها وان السياسة العامة والاستراتيجية طويلة المدى لا يرسمها فرد حتى وان كان الرئيس بل هناك مؤسسات وخبراء هي التي ترسم هذه السياسة...ولو خالفها فستكون النتيجة ام اقصائه عن منصبه باي حجة او اقصائه عن الحياة ككل ومن داخل منظومتهم


لذا فعندما استمع واقرأ خطاب اوباما فلن انظر فيه لشخص حسين اوباما لكن هانظر وهاستمع لكاتبي خطاب باراك حسين اوباما والفارق كبير

كاتبي الخطاب حرصوا في معظم فقراته وباسلوب ثابت على تأييد السياسة السابقة ومصالح الدول الصديقة لهم كاسرائيل ولكن باستدراكات مستمرة على "تطييب" خاطر العرب والمسلمين والاقليات والنساء - والاطفال والشيوخ والحوامل - واعطاؤهم شئ من الامل


فحتى وان كنا نتعامل مع شخص جيد وافضل مما سبقوه – ده لو – لكن السياسة ومصالح البلاد والعباد وفوق كل هذا منهج الله وحكمه العادل العليم بخلقه وعباده تجعل من السذاجة والتفاهة بل وضعف الايمان الانبهار بمثل هكذا كلام وهكذا شخص ووضعه في منزلة عالية والامل في فتات بعض ما قاله او حتى كل ما قاله



اؤمن انه حتى ولو نفذ كووول الكلام الذي قيل بحذافيره - ولن ينفذ لان سياسة دولته لن تجعل هذا ممكنا - لكن حتى ولو نفذ......فان الكلام الذي سينفذ.... بالبلدي ...... "ما ينفعش معانا".....ولو ارتضينا بيه نكون خائنين لديننا وقرآننا ونبينا صلى الله عليه وسلم


نكون ارتضينا للمذنب وللقاتل بالافلات من العقاب كي نقيم معه ما يسمى سلام ووئام على امر واقع ظالم جائر...ونكون ارتضينا بالتفريط في شريعتنا...ونكون ارتضينا بغير منهج الله وحكمه لارضاء طائفة من الناس لن يرضوا عنا ابدا ولن يغنوا عنا من الله في شئ ...ونكون ارتضينا بغير ما امرنا الله لاعمار الارض على ما يرتضيه الله وليس على ما اصطلح عليه الناس من عمل سئ خالطه القليل من الصالح


لذا فلا يجب علينا ان ننتظر او نترقب او نتطلع لما سيحدث ولا نقول حتى فلنر ولنسمع...هذا الكلام مرفوض حتى وان حدث


الموضوع ليس عندا ورغبة مخلصة في التصادم وفقط...بل انه لم نلتزم بمبادئنا وتعاليم ديننا ومصالحنا نحن ونحن فقط وليس رغباتهم هم ...فسنعرض انفسنا اولا لغضب الله لاننا ارضينا الناس في سخطه...بل ودفاع عن وجودنا نفسه .....لان التاريخ انبانا ان هكذا مثل محاولات صداقة وتهدئة قائمة على نبذ مصالحنا وقيمنا تنتهي بعد فترة وتعود الامور اسوأ مما كانت بل وقد تنقلب بابادة كاملة ...ولنا في غرناطة عظة وعبرة

وليس الذي حدث بوادي سوات ببعيد....فبعد ان كادت الامور ان تهدأ بين الحكومة الباكستانية وطالبان باكستان والوصول لحل وسط ويدل على اعتدال فكر طالبان باكستان فهم ارتضوا بتطبيق الشريعة حتى عن طريقة الحكومة كخطوة اولى لتهدئة الامور .......فحتى هذا الحل لم يعجب الادارة الامريكية وفي يوم وليلة انقلب حال الحكومة الباكستانية التي هي نفسها وقعت الاتفاق واستخدمت الجيش بكل قوته لضرب طالبان باكستان ومازالت الامور مشتعلة الى الآن


وربما نتساءل اذا ما الفارق بين طالبان وفلسطين ......فلسطين عاطفيا اقرب للعرب المسلمين وللمسلمين على مستوى العالم بالاضافة الى انه حتى لو قامت فستقوم كدولة ضعيفة مطلوب ان تكون خالية من مقومات الدولة واولها هو القاء السلاح .....اما طالبان فقد تسيطر ولو فكريا على دولة كاملة بمقوماتها كباكستان مما سيؤدي الى هزيمة مباشرة للامريكيين في وسط آسيا وبعدها ستتحول في سنين قلائل الى دولة عظمى يكون شغلها الشاغل الاوليات المتحدة واسرائيل بالاضافة الى ان العرب المسلمين "سمعهم تقيل" كثيرا من ناحية الافغان والباكستانيين


لذا فحل المشكلة هو من ناحيتنا ولن يعتمد ابدا على الولايات المتحدة او اي اطراف خارجية ننتظر كي تحن علنيا وتنظر لنا بعين العطف والاعتبار وتلقي لنا بفتات شفقة او صداقة كما نحب ان نسميها...الحل في اعتمادنا على سياستنا وعلى نفسنا ورسم سياستنا بما يناسب تعاليم ديننا ومصالحنا الاستراتيجية والعمل عليها بحق ...وقتها سيحترموننا ويعملون لنا الف حساب ...كما يفعلون مع ايران وكوريا الآن...والاهم اننا سنحقق العدالة كما ارادها الله وكما هو انفع للبشر...وليس كما يريدها اصحاب المصالح


اختم بهذا الفيديو واشكر من عرفني عليه حتى وان كان نشره كنادرة من النوادر المضحكة في وجهة نظره....وخير ما يقال عن الفيديو هو قول النبي صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء....فهو يذكرنا بأيام عزة واقوال عزة....وقد ذكرني مباشرة بما قاله يوسف بن تاشفين قبيل معركة الزلاقة وبما اثاره في نفوس الناس وقتها من شجون وحنين لهذه الاقوال كما نقلت لنا كتب التاريخ وكما قد يثير في اذهان بعض من الآن







***********************************************


وعلى هامش هذا فلن انسى الحكومة المصرية والنظام المصري

النظام الذي استغل الاوراق التي يمكلها كالعادة بذكاء شرير وحقارة شديدة معهودة لتحقيق مكاسب خاصة به والحصول على منعة وعزة بالباطل في مقابل المقايضة بمقدرات البلاد ومقدرات المنطقة

اتخيل انه في العدة شهور الماضية كانت الرحلات المكوكية لبعض اركان النظام والتي كان يتسرب بعضها للصحف ....والتعاون المثمر البناء مع اصدقائهم في العدو الصهيوني واذناب هذا العدو في الاورقة الداخلية للمطبخ السياسي الامريكي......كل هذا كان يصب في توجيه الرئيس الى الحفاظ على هذا النظام وكانت ثمرته التصريح المشئوم بان النظام الحالي هو عامل اساسي في استقرار المنطقة

لان البديل حتى ولو لم يكن اسلاميا ...فسيلغي الكثير من القرارات والافكار الحالية للنظام المصري وسيكون عرضة للتغير عند اي خطا جسيم من عينة اخطاء النظام الحالي ولن يستطيع القمع كما يفعل النظام الحالي


ومن الواضح الآن ان سيناريو التوريث سيتم الاسراع به بعد الحصول على موافقة الراعي الامريكي وخاصة مع تدهور صحة الرجل الكبير ووضح ذلك في مراسم الاستقبال ...ورأينا الكلام عن حل مجلس الشعب تمهيدا لمجلس جديد يسهل الطريق للوريث مباشرة بعد انتهاء الزيارة...بالاضافة الى الاعتقالات قبيل الزيارة التي كانت تعطي رسالة واضحة باطلاق يد النظام تجاه المعارضة خاصة الاسلامية وان الزيارة لن تحقق لكم شئ...وبالاضافة الى فقرات في خطاب الرئيس الامريكي نفسه الذي كان يتكلم فيها عن النظم التي تريد الديمقراطية للوصول الى الحكم ثم عدم تطبيق الديموقراطية – من وجهة نظره – والحفاظ – من وجهة نظره – على حقوق الاقليات


لكن الله غالب على امره...ولا ندري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا


ده ان كنا نستحق ان يحدث