Monday, July 28, 2008

BETTER MAN - 2




الاحاديث من صحيح مسلم


5998 -

وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته إياه فغفر لها به ‏"‏ ‏.‏


5996 -

حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه عن سمى، مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ‏.‏ فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ‏"‏ ‏.‏ قالوا يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجرا فقال ‏"‏ في كل كبد رطبة أجر ‏"‏ ‏.‏


****************************************


المكان
القاهرة - المعادي - عدة اسابيع مضت



منتصف النهار بعد آذان الظهر بقليل ...الجو شديد الحرارة


يدور حول الميدان للمرة الثانية يبحث عن مكان لركن سيارته ....يشعر بالتوتر لانه يريد اللحاق بالجماعة الاولى لصلاة الظهر


يشعر بالذنب لانه اضطر للنزول من بيته قبل الآذان بدقائق للحاق بموعده وهي الفرصة الأخيرة لهذا الموعد قبل سفره.....وان هذا المأزق يتكرر معه كثيرا في الايام الاخيرة.....وان انتظر الصلاة لم يكن ليستطيع اللحاق بالموعد على الاطلاق.....خاصة انه كان مرتبط بموعد آخر بعده في المعادي ذاتها


بمعجزة ما استطاع قطع الطريق - بدون تهور - في زمن قياسي في هذا الوقت من النهار


يلمح مكان خالي وواسع...الحمد لله...لكن
.......

تسبقه سيارة اخرى وتركن في منتصف المكان بالضبط




يبدو له المكان يتسع لسيارتين لكن قائد السيارة الذي سبقه استولى على المكان كله



عادة عندما يركن سيارته "بيحضن" على السيارة المجاورة من اي جهة - دون تزنيق - يجعل لها مكان للحركة لكن يترك مكان خال قدر الامكان..عملا بالقاعدة القرآنية


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ



وبأمر النبي بعدم الاسراف ولو كان على نهر جار...وويطبق القاعدة قدر الامكان على كل شئ

رحمة بقائدي السيارت غيره ممن سيبحثون ايضا عن مكان ليقفوا فيه



قد يتسبب هذا - مقاربته للسيارات الاخرى حتى في الاماكن الخالية - في خلاف بينه وبين قائدي السيارات لآخرين...يحدث فعلا ولكن نادرا جدا


يتذكر قريبا زميل له اثناء عملهم في دولة اخرى تعجب من فعله هذا في جراج المنزل الذي يسكنون فيه....هو نفسه مدح فعله بعدها بايام بعدما لم يجد مكانا لسيارته بسبب جار لهم ركن في المكان الواسع "بالورب"
:)))


المهم


كلاكس خفيف لقائد السيارة الاخرى لكي يفسح مكانا...يرى في انعكاس مرآته وجه يصلح ان يكون انثوي...ماياخدش في باله....عايز يركن وينزل يصلي هذا ما يسيطر على ذهنه

بالفعل يعدل قائد السيارة الاخرى وضعه ويفسح له.....يدخل المكان ....المكان ضيق فعلا ويادوب خدهم مع بعض ....قائد السيارة الاخرى كان عنده حق هذه المرة



الخروج من السيارة...ثم الخروج بالسيارة نفسها فيما بعد سيكون صعبا جدا ..الحمد لله لم تتجرح ايا من السيارات...ينشغل بتظبيط وضعه لثوان ثم يغلق المحرك وينظر لجهة السائق الذي افسح له كي يشكره...كان السائق الآخر خارج من الباب الآخر - باب الجالس لجواره - لضيق المكان.....و.....


و......إحم

يرى ظهرا...انثويا

او بمعنى ادق

الربع الاسفل من الظهر واضح للعين


و.....إحم

ربع ظهر + جزء من القطعة الداخلية السفلى لان البنطلون ساقط قليلا على الموضة




يغض طرفه قليلا ...الموقف لم يأخذ ثانية ينظر لها مرة اخرى بعدما خرجت...يرى وجها رقيقا...ودودا لا يبدو عليه اي تأفف او ضيق لصعوبة الخروج في هذا المكان الضيق


يشير لها ان "شكرا" باشارة مهذبة بيده ويتمتم جزاكي الله خيرا...ترد اشارته وتحمل كتبها وتذهب لحال سبيلها مباشرة....يهز رأسه ويغادر ايضا سيارته بصعوبة



اول ما قفز لذهنه في هذا الموقف هو حديث بغي بني اسرائيل التي سقت كلبا في عز الحر ...فشكر الله لها ...فغفر لها


أكيد ليس هو الكلب :))))....واكييد طبعا هي ليست بغي ...اكيد طبعا


لكن عبارة الحديث...فشكر الله لها...فغفر لها



فشكر- من كان الخير لصالحه - الله- لها - فاعلة الخير .....فغفر- اي الله - لها- اي غفر لفاعلة الخير


يحث الخطى للمسجد ...وقد اضمر في نفسه امرا



استطاع اللحاق فعلا بالجماعة الاولى...وبعد الصلاة ....قعد يشكر الله لها


دعا لها بالهداية ان لم تكن مسلمة..وبالهداية والصلاح ان كانت مسلمة


دعا لها بالمغفرة والرحمة وان تكون من اولياء الله ومن عباده الصالحين وخاصة عباده ممن ارادهم ...دعا لها بالزوج الصالح والذرية الصالحة والعمل الصالح والشهادة في سبيل الله بعد عمر في سبيل الله وبالفردوس الاعلى



فشكر الله لها...فغفر لها...تتردد في ذهنه



وهو خارج الف فكرة تصارعت في ذهنه


قفز لذهنه ارباب العلمانية - او حتى الكفر بالاسلام او بالله بالكلية - من دعاة تحرير المرأة من ملابسها.....ماذا لكانوا يفعلون ان حدث معهم هذا



قفز لذهنه احدهم بالذات ممن اتهمه مؤخرا -وقتها - بقلة الذوق والجليطة في التعامل مع النساء والنظرة المتدنية لهم


تذكر ساخرا في ذهنه ان هذا الشخص كان المرجح انه ليتغزل في جمال هذه.....ويعتبرها من ربات الجمال اللواتي قابلهن في حياته....ويمكن كان تذكر مستحسرا شبابه الفائت وماذا كان ليفعل ان كان اصغر سنا


قارن رغما عنه في ذهنه بينه وبينه.....وايهما احتراما لآدمية المرأة اكثر من الآخر


يمكن ايضا يتهمه بانها وقعت في قلبه مما رأى ....هو نفسه فكر في الامر وهو خارج...لما فعل ما فعل...هل هو رد فعل نفسي دفاعي...اتخذه عقله لمنع تطور الموضوع في ذهنه


احتمال طبعا

ولكن هنا فيه وجهتين نظر


ان كان الامر كذلك....فحمدا لله ان ما يزعم انه يلتزم به ويحاول الالتزام به في دينه جعل هذه هو تشرب عقله الباطن وانعكاسه الايجابي على سلوكه الواقعي...بمعنى ان كان هذا هو رد فعل عقله الباطن الذي يقول النفسيون انه يحمل الرغبات المكبوتة...فحمدا لله ان انعكاس عقله الباطن على سلوكه كان بهذه الايجابية وبهذه الصورة الدينية الجيدة...خاصة انها جاءت كرد فعل مباشر تماما ...اول ما حدث الموقف..اول ما قفز لذهنه الحديث


وجهة النظر الاخرى...انه مع ذلك فلا يرى ان ما اعلاه هو ما حدث....يرى ان فعل الخير الذي قامت به هذه الفتاة بهذا الظرف بهذه الملابسات هي ما جعل الحديث وتطبيقه فيما بعد هو ما يقفز لذهنه مباشرة


خاصة انه بيشوف "بلاوي" مثل هذه كثيرا...خاصة خارج البلاد...فماجتش على دي اللي هتعمل فيه كده


ايا ما كان هذا او ذاك.....حمدا لله ان هذه كانت ردة فعله....بفضل الله وتوفيقه ونعمته


بغض النظر عنه كشخص...هو لا يروي هذا ليقول كم هو جميل ورائع......لكن يروي هذا كتجربة فرد مسلم عادي تماما من آلاف من يحاولون الالتزام....يرى ان ردة فعله التلقائية كانت مؤشر ايجابي جدا لما تفعله تعاليم الدين بنفسية الفرد المفترض انه فرد سوي


فكر انه لم يلعنها مثلا أول ما رأى ما رأى


ولا احتقرها ولا اي شئ من هذا تبادر لذهنه لحظة...بل شكرها بتلقائية


او "طنش" وماجاش في باله اساسا بدعوى حريتها الشخصية واختلاف البيئة والزمان والمكان


صحيح ايضا انه يرى في نموذج الدولة الاسلامية في ذهنه ان هذا - الخروج بمثل هكذا ملابس - ليكون شئ غير مسموح بقوة القانون...القانون الذي سيصر الناس على تطبيقه تحت نظام مثل هذا يأخذ بيد الناس اولا ويجعلهم هم من يطالبون بتطبيق احكام الشريعة هذه

وان هذا النظام مع صرامته في تطبيق الشريعة لن يفقد ايضا رحمته النابعة من تعاليم الدين برعاياه على اختلافهم


لكن ان فكر في نظرية اختلاف البيئة والزمان والمكان ....فسيكون تطبيقها هاهنا هو انه في الظروف المهببة والنظام -الملعون بإذن الله - الذي نعيش فيه.....فليس بيده الا ان يفكر ويفعل مثلما فعل



فكر ايضا انه يعلم ايضا ان لا احد كبير على المعصية .....واي عاص قد يعافيه الله ويبتلي من يتيه بعبادته على الناس...وانه مش ملاك...وله اخطاؤه ومصائبه هو ايضا


كل بن آدم خطاء..وما من مؤمن الا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة والمرة بعد المرة حتى يلقى الله


هذا ايضا من تعاليم دينه وتعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم



الحديث ليس تشجيع على المعصية لكن الحديث ينطبق على عقلية معينة....يتمنى ان تكون هي - وغيراتها - ممن يحببن الله ورسوله في اعماق قلوبهم......لكنها غلبة الدنيا وغياب القدوة وعدم العلم وعدم ادراك وتقدير حقيقة التعاليم بشكل صحيح في ظروف مجتمع مثلما هي حاليا


يتمنى ان تكون من هؤلاء...وليس ممن يرفضن تعاليم الدين بالكلية و يحرفنها ويبدلنها لتناسب اهوائهن


**************************************************


لن يتقابلا الا يوم القيامة...اللهم لا تخذه فيما ظنه وفيما دعا به .....وارض عن كل منهما يارب العالمين

وعن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات انك على كل شئ قدير


***************************************


يمكن مش اول مرة يحصل معاه موقف مشابه...لكن ده اقربهم لذهنه


ودائما رد فعله عقلي تلقائي جدا


Better Man

& Better Attitude(mind-set)


هكذا فعلت به تعاليم دينه وتعاليم نبيه في موقف مثل هذا.....و"كلاشيهات" الدين الموروثة و"قوالبه" الجامدة التي تشبعت بها نفسه من الفقه القديم "التاريخي" ......وترسيبات كل هذا في عقله الباطن والواعي


***************************************


انتهى الجزء الثاني

يتبع بإذن الله
------->>>>><<<<

Thursday, July 24, 2008

BETTER MAN - 1





وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى


إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى


وَلَسَوْفَ يَرْضَى


---->>>

اللهم آمين له وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات



*********************************



ليس الغرض من ذكرها بيان كم هو جميل ورائع..وهو ليس بجميل ولا برائع


او ابتغاء شكر او مديح


لكنها فرح بنعمة الله وفضله


وعظة وتذكرة لم يريد......لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد





و قول ما....سيقوله في النهاية

**********************************

مواقف ....مواقف.....متتالية نوعا


ليست اول مرة تحدث معه...لكن لعل الله اراد ان يرسل له بها على تتابعها الغريب هذه المرة رسائل......في وقت ما بغرض ما


رسائل تذكرة وتثبيت


وابتلاءات من الله لينظر كيف يعمل


ورحمات ومغفرة ...لعل الله يقبل ويرضى ويعفو



فهل قرأها



يظن هذا ...بفضل الله وبنعمته وهدايته


*****************************

جامعة القاهرة....عشر سنوات مضت


حملة للتبرع بالدم....لم تكن اول مرة له لكن من المرات الاوائل....شجعه عليها فيما قبل صديق قديم...وكانت من آيات الصحبة الصالحة

عدد من زملاء دفعته في نفس حملة التبرع....يلاحظ احدهم بالذات


في هذا الوقت كان هذا الشخص مصنف له - على الرغم من ان "راوينا" وقتها في بدايات التزامه وقطع شوطا صغيرا نوعا لكن لم يكن جديدا للغاية - لكن هذا الشخص يبدو له متطرف سلفي متشدد....ملتح هو ...ثقيل على نفسه...ليس خفيف حبوب مثل فلان صديقه وصديق المتشدد ايضا ....وهو ملتحي واسلامي ايضا...معهم في نفس الحملة


يلاحظ "المتطرف" يمزح مع من حوله...ثم كل برهة يقول لهم.....يا جماعة خللي بالكم مني...ثم يعود للمزاح...ثم يعود لنفس الكلمة...لا يبدو عليه الخوف او انه يمزح لتغطية شئ ما...لكنه يكرر نفس الكلمة


مال على صديقهما المشترك وسأله: هو ماله
؟

لا ابدا...هو اغمى عليه مرتين قبل كده وهو بيتبرع...فمتحسب تتكرر المرة دي



!!!!!!!!!!!
"راوينا" ذهل وتنح



قال لنفسه...اهو امثال ده اللي بيعملوا العمليات الاستشهادية...هو ده الاخلاص اللي بجد...وامثاله هما اللي بيحاربوا وبيدافعوا وبينصروا الامة


طيلة التبرع لا يفارق ذهنه الموضوع.....تغيرت نظرته تماما "للمتطرف السلفي المتشدد"....سبحان مقلب القلوب


وبعدما تبرع...وهو ماشي يقول لنفسه في ذهنه...ده انت جزمة...بقى ده ماكنش عاجبك


اهو مدرك لاهمية التبرع وعلى الرغم من انه بيخاطر بحياته في سنه ده من اجل التبرع الا انه مش عايز يفوت الثواب....ومدرك لاهمية التبرع واهمية وجود متبرعين


ياترى سيادتك اللي كنت بتبص له بصة مش ولابد...اذا حصل معاك كده وحتى دخت شوية مش اغمى عليك....ولا عمرك هتعتبها اساسا.... اهو امثال ده اللي بيعملوا العمليات الاستشهادية...وده اختبار صدق واقعي جدا وانتم قاعدين في بيتكم وبتروحوا الجامعة





يحمد الله انه قيم هذا الشخص وتعلم ان يقيم فيما بعد الاشخاص بالمواقف وليس بالنظرة الخارجية


وثيت هذا فكرته عن التبرع بالدم...صحيح انه يسمع اشاعات عن ان جهات التبرع تبيع الدم فيما بعد...لكنها اشاعات...وعلى كل هو يحتسب عند الله الاجر


ففي النهاية حتى وان كان يبيعونه...فالدم ليس سلعة تصنيعية....الامر محتاج للتبرع دائما


*************************************


من قال : عمل رجل في الف رجل...خير من قول الف رجل في رجل
؟



هل اتعظ واستوعب من هذا الموقف


هل حلم...ثم عمل ليصبح الحلم حقيقة


ليس بمهارته...لكن الله قدر الله ان يفعلها



**************************************


القاهرة...عدة اسابيع مضت


اتصال من جمعية خيرية...محتاجين للتبرع بالدم لحالة عاجلة - كما قالوا - لنفس فصيلته.... ستجري عملية جراحية اليوم التالي


يتردد قليلا...هو متبرع دائم لعدة مرضى يتفقون معه في الفصيلة الفرعية في جهة اخرى لمعالجة سرطان الدم


مصطلح الفصيلة الفرعية واهميته يعرفه الاطباء او من هو متبرع دائم لحالات مشابهة


وخاصة انه كان ينوي ان يتصل بهم - جهة معالجة السرطان - ويسألهم ان كان محتاجينه لانه مقبل على سفر طويل نوعا وميعاد تبرعه حان


لكنهم يقولون - الجمعية الخيرية - ان الحالة عاجلة وفي الاغلب كما يعرفهم هم جادين فيما يقولون...كل هذه الافكار دارت في رأسه في جزء من الثانية


اوكيه اعطوني البيانات.....اسم المريض........


و ............اممممممم...إحم


اسم المريض نصراني خالص


كمان
:(


يعني هأخسر - بتشديد السين - مريض الفصيلة الفرعية ....ولنصراني
!!



هو معندوش مشكلة اساسا ان يكون مريض سرطان الدم ذو الفصيلة الفرعية ان يكون نصراني



لكن بأمانة تامة فكر كده...نصراني ودلوقت...في الظروف دي....هو مشحون اصلا منهم واليومين دول بالذات بسبب ما يحدث في مصر وما يفعلونه



على الجانب الآخر....اختبار لما تؤمن به....هي نفس بشرية على كل حال تحناج لمساعدة....وانت ليس عندك اي دليل او سابق معرفة ان هذا الشخص محاد لدينك ومحارب ضده


لو كان المريض البابا شنودة مثلا او احد من ازلامه من مثيري الفتنة واسباب المشكلة من الاصل لكان بالتأكيد رفض رفض قاطع وصريح....لكن طول عمرك بتؤمن ان ما يسمونه شعب الكنيسة في اغلبه مخدوع



وان بتصرفك هذا ان رفضت سترسخ هذه الفكرة عند احدهم...ويا عالم امتدادها ايه ..وستكون مسؤوليتك اما الله


معندكش دليل..على الاغلب شخص برئ..ومحتاج فعلا للمساعدة


دارت هذه الافكار في عقله في اجزاء من الثانية....حسم امره..اوكيه ادوهم نمرتي وخليهم يكلموني


دقائق واتصال من اهل المريض.....اتفاق على الميعاد - نفس اليوم - ومكان الانتظار


ابن المريض وهو يكلمه قال له..اسم المريض "....." كاملا ...ثم اردف بلهجة عادية-دبلوماسية نوعا - مهذبة للحقيقة " فيه اي مشكلة عندك سيادتك"........كان بيقوله بشياكة المريض مسيحي - نصراني - عندك استعداد تتبرع له
؟


رد عليه...مفيش مشكلة ان شاء الله...ليه يبقى فيه مشكلة
؟


طبعا اسم الرواي اسم مسلم بحتتتتت


في نفسه يقول...فعلا الامور مشحونة وفعلا مش عايز اكون طرف في تأجيجها ولو بشئ صغير



انتهت المكالمة...باق عشر دقائق على الانصراف و
...........



مديره يعدي : في ميتنج بعد نصف ساعة ان شاء الله



هو: في ذهنه - ميتنج - مش ناقصة تأخير...ومفيش دماغ وهو عارف ان الميتنج هيكون تقطيع من كل الاطراف سواء هو أو الاطراف الاخرى - مش طالبة خالص ومش عايز يتأخر


حاول التملص...يمين شمال....طب بكرة...اكد له مديره ان الموضوع لن يطول


وبالفعل طول..واتأخر...وكان تقطيع
:)))


دون ضغائن شخصية طبعا.....لكن تقطيع فني وإداري بحت


باق ساعتين ونصف على ميعاد غلق بنك الدم لهذا المريض...يتصل بابن المريض وهو على وشك التحرك ...آسف اتاخرت لكن لظروف العمل ..جاي في الطريق


يتذكر انه لم يأكل شيئا من الصباح الا ساندوتشين.....اكيد ضغطه وطي وده ممكن يأثر على التبرع


يردف ضاحكا لنفسه بصوت مسموع..عموما لو ضغطي وطي ...فأكيد الميتنج رفعه بما فيه الكفاية
:)))


الطريق في العادة من مكان عمله للمكان الذي تقع فيه المستشفى هذه بياخد نصف ساعة اذا الطريق فاضي...ساعة وربع ان كان شديد الازدجام



الطريق خد ساعتين كاملتين
!!!

المريوطية مغلقة بشكل لم يره على الاطلاق


عادة مابيطقش الزحمة ويفضل يتحرك بالمحاور والدائري ولا سواقة نصف المدينة ان كان هو اللي سايق لان ما بيطقش تضييع الوقت وعدم نظام المرور


هذه المرة كان هادئ تماما حتى في الزحام...فقط يفعل ما عليه فعله....والله غالب على امره


الطريق العادي حتى في نهايته تم تحويله لطريق لم يسلكه من قبل...يسير مع السيارات..يعلم انه بالاتجاهات الأصلية في الطريق الصحيح لكنه لا يعرف الشوارع هذه...يسرح في طريق فرعي في الاتجاه الصحيح ايضا لكن السيارت فيه معدودة..يسأل


هو "...." مش من هنا
؟


ايوه...ممكن تلف وترجع...او تمشي على طول بس فيه مطلع صعب شوية


الف وارجع معناها ثلث ساعة كمان...يسلك الطريق الاصعب...قرار عقلاني وعملي بحت لا عواطف فيه


مطلع صعب فعلا....وترابي وغير ممهد
:(((


يحاول مرة ....يفشل



يرجع كثيرا ....هات الأول....بسم الله


يفعلها..في مخاطرة عليه وعلى سلامة السيارة نفسها وموتورها...تتم بفضل الله


بعد ان يمر....ينظر خلفه...آية الله انه مر...مش عارف ازاي عدى من غير ما يحصل حاجة لا له وللسيارة ولا لموتورها


أكيد أكيد مش هيعمل حركة زي كده تاني...ولا ينصح اي احد بها على الاطلاق...الا ان يكون جهادا حقيقيا في سبيل الله


كان يمكن من البداية ان يتملص....يرفض بشكل صريح ولن يخجل...كان ممكن من الزحام انه "يكبر دماغه" ويروح


الفكرة المسيطرة كانت...مش عايز اكون بأي شكل سبب لتثبيت الافكار القذرة والمسمومة التي يبثونها فيهم عن المسلمين والتعامل معهم....لابد الا يكون سبب فيها ولو بشئ يسيييير جدا...صحيح انه لن يتردد في اراقة الدماء نفسها عند الحاجة بّإذن الله للظالمين منهم فقط طبعا ... لكن لا يكون السبب ولا يظلم احدا


صحيح هو يتمنى - كما تمنى عمر بن الخطاب قديما - ان ينقض العهد مع البعض منهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة


وانه لن يتردد بإذن الله وبامر الله في ان يكون من اول المشاركين في القتال على ان يبدأوا هم بالغدر الذي يتوقعه



لكن لا يريد باي حال ان يكون سببا في هذا من ناحيته + انه لن يزر وازرة وزر اخرى لا الآن ولا فيما بعد بأمر الله


دول ممكن جدا انهم ملهمش دعوة باي حاجة حتى ان كانوا مشحونين....وهذه نفس بشرية تريد مساعدة....هذا ما تردد انك تؤمن به دائما



وصل قبل ميعاد غلق بنك الدم بثلث ساعة..وقبل آذان العشاء بثلاث دقائق - هو تحرك اساسا قبل آذان المغرب بوقت كاف جدا لكن الزحام



يتذكر بذهن ساخر افكاره عن انخفاض ضغط دمه
:))



الصلاة اولا


وهو يبحث عن مكان الصلاة والمصعد..وجد زاوية الصلاة امامه..دخل صلى


ثم مباشرة استقل المصعد لطابق بنك الدم



كان في نفس الوقت يتصل على رقم ابن المريض....التليفون مغلق..واضح انه فقد الامل فيه ..عموما اعمل اللي عليك



على بنك الدم مباشرة اتجه...اريد التبرع للمريض
"...."



لا خلاص يا فندم....الدم اللي جاله كفاية جدا.....واخبرت اهل المريض لسه من شوية بكده

متأكد
؟

ايوه يافندم متأكد


يعني خلاص امشي
؟

ربنا يجزي حضرتك خير



سبحان الله....هكذا فكر في عقله


اصر على مقابلة اهل المريض قبل ان يغادر.....وان يعلمهم بانه جاء ....للغرض المستمر في نفسه...لن يرسخ هكذا افكار عندهم


سأل على المريض في الاستقبال...أخبروه انه في العناية المركزة واهله معه - اذن لهذا غالقين الموبايل...صعد اليهم...قابل ابنه


ندم على انه اضطر لحلق لحيته منذ ايام مضت لظروف


شكره الابن بحرارة واخبره بانهم طلبوا من عدة جهات ومن كل من يعرفونه متبرعين لذا فكان التبرع كاف ...اصر هو على توضيح ظروف تاخيره له وظروف العمل والطريق...بكلام حوار عادي




والمقابلة تنتهي يقول له الابن...الرب يباركك



يبتسم ويغادر الطابق


يصلي العشاء مع الجماعة في زاوية الصلاة....يغادر المستشفى




للموقف بقية- بعد الفاصل


***********************

عرف ينتقي اللفظ...كويس انه قال الرب يباركك...كلانا مؤمن بالرب على الاقل

:)

******************************


تذكر غزوة ذات الرقاع...عندما مشى النبي والصحابة الف كيلومتر للقاء عدو غدر بمسلمين وقتلهم....ثم هرب العدو بمجرد اللقاء


الابتلاء هناك لم يكن القتال


لكن المشي له ...والمشقة اليه...ارضاءا لله وتنفيذا لامره..هذا كان الاختبار


هم كانوا جادين في القتال وتعرضوا للقتال مرات عديدة فيما بعد وانتصروا بفضل الله


ولو أمروا بالقتال لقاتلوا بدون تردد ولا خوف


************************************


لم ينته الأمر بعد


موقف التبرع بالدم


لله سبحانه وتعالى تقديراته


عادة بنوك الدم لا ترفض تبرع ...حتى وان كان عندها ما يكفي لحالة ما....تحسبا لما بعد....لكن الله يقدر الامور


هم اخبروه انه لا حاجة للتبرع..ولم يأخذوا منه دم


لان الله غالب على امره ويرتب لأمر ما



ألا وقد كان


في النهار التالي وقبل سفره باقل من ثمانية واربعين ساعة...اتصال من جهة معالجة السرطان......محتاجينه بوجه عاجل لمريض


سبحان الله العلي العظيم..اراد له الثواب مرتين


وكما هو اولى...وكما ترتاح له نفسه


وذهب وتبرع



*****************************************



وهو خارج بعد انتهاء التبرع يتردد في ذهنه دعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام



رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ




********************************

في النهاية باذن الله سيكون الجزء الاخير تعليق وتوضيح للفكرة ...وتوضيح للعنوان ايضا




>>>>>>>>

انتهى الجزء الاول


يتبع باذن الله