Saturday, December 09, 2006

الإسلام الذي اعرفه ....1-عن الجزية...كيف ولماذا وأين

لم اكن احب ابدا ان أبدأ بالجزية في هذا الموضوع عن الاسلام ولكني لقيت هذا الموضوع في طريقي وأنا اتجول على موقع عشرينات ورديت عليه هناك ......فقلت انقل التعليق هنا
لكن اكيد ان شاء الله سيكون هناك ما هو اهم للتحدث عنه بخصوص الاسلام
اولا مثال حسابي لدفع الجزية لأن البعض هيقول انه الأغنياء فقط كانوا يدفعونها ..اما الفقراء الذين لم يكونوا يملكونها فكانوا يضطرون للتحول عن دينهم الى الاسلام
اذا قارنت بين مسلم عنده 10000 دينار ونصراني عنده 10000 دينار : الجزية كانت دينار واحد -هأقول حتى 50 دينار عشان خاطرك مع ان الثابت انها كانت دينارا واحدا سنويا على كل رأس قادر على دفعها
المسلم هيدفع زكاة هتاخدها منه الدولة حوالي 250 دينار- ده حق الفقرا والمساكين في المال بفرض الاسلام الذي اقؤه المؤمن على نفسه طالما دخل في الدين واقتنع بكل اوامره ونواهيه - والنصراني هيدفع دينار - قولنا حتى 50 دينار - لا يزال المسلم يدفع اكثر
واذا كان كل واحد منهم عنده 100000 دينار : برضه النصراني هيدفع 50 والمسلم هيدفع 2500 ....يظل الأرخص انه يفضل على نصرانيته مش يخش الاسلام


اما الأخ الكريم الذي قد يتسائل عمن لا يقدر ... فمن لا يقدر كان يتم اعفاؤه منها بل ويفرض له عطاء - مرتب شهري - يأخذه من بيت مال المسلمين وهذا ثابت في التاريخ

يجئ السؤال الأهم هنا ...وليه اساس فرض الجزية ؟
والله اعلم بس ده اكثر تفسير منطقي للجزية لقيته : مش مجرد لانهم لا ينضمون للجيش وان كان ده سبب ... كنوع من الضريبة يعني


وان هذه الضريبة دي في مجملها اقل بكثيييييييير مما كان يأخذه سواء الرومان او حتى الفرس ممن يستعمرونهم


ولكن السبب الأهم للجزية والله اعلم هو اعلان فرض سيطرة..... بالبلدي وعالمكشوف

بمعنى انه من لا يريد الاسلام فلا مشاكل على الاطلاق .. ولكن بما ان الإسلام دين منطقي وعقلاني يؤمن به كل ذي لب وعقل يريد الحق ولا شئ سواه بدون اهواء شخصية .. وبعد كل هذا لا يريد ان يؤمن ( كما حدث في الحديث الذي دار بين مجموعة من نصارى نجران والرسول صلى الله عليه وسلم... وكانت الحجة في النهاية للرسول وكان الرد الأخير لهم انهم لا يستطيعون ترك دين ءابائهم .. اي يعلنون انهم مصدقون لكنه دين ءابائهم فلا يريدون غيره ) .... لا مشاكل على الاطلاق وليبقوا على ما يريدون ولكن ان يخضعوا لدين الله بدفعهم الجزية ...

هي علامة للخضوع ... ليس لاشخاص بعينهم فدين الله به العدل والمساواة واحترام حقوق الآخرين...
ليس المقصود منها جباية المال في حد ذاته لان المال على عهد الخلفاء الراشدين ومن صلح ممن جاء من بعدهم كان يرد على شكل خدمات للبلاد التي تؤخذ منها نفسها ..وما يفيض هو ما يرسل للخليفة ليستعين به على شئون باقي الولايات

طبعا هذا الكلام قد نراه الآن مخالف لحقوق الانسان ومجاف لطبيعة العالم الان ... ولكن ده ظاهريا فقط

لأن البديل ان لم تفرض شريعة الله سيطرتها على الأرض - اقول فرض الشريعة والعدالة التي تمثلها وليس فرض الاسلام كدين للايمان به ... البديل بالنفوس البشرية التي خلقها الله وهداها السبيلين معا ..الخير والشر...الصلاح والفساد ... العدل والظلم ...هيكون البديل ان يصد الظالمين الدعاة عن عبادة الله وحرية الايمان ان ارادوا ...وهيكون البديل هو ما نراه يحدث حاليا في الدول الأوروبية من فرض قوانين وضعية قد تحفظ حقوق الفرد والمؤسسات من الناحية المدنية والتنظيمية ولكن لا تحفظ المجتمع من الانحراف الخلقي والممارسات الدينية الخاطئة -تذكر محاكم التفتيش وما كان يحدث فيها ومنها
الان في اوروبا يحدث الآتي : الاباحية الجنسية حتى وصلت لحرية الممارسة الجنسية بل وتصوير الافلام الجنسية في الطريق العام ... الحرية المثلية الجنسية حتى وصلت للكنائس...منع المظاهر الدينية التي قد تؤدي لانتشار دين مثل الاسلام مثلما حدث في فرنسا من منع الحجاب في المؤسسات العامة على الرغم من ان فرنسا بالذات قبل هذا كانت اقرب دولة للعالم الاسلامي وشعبها هو اقرب شعب لقلوب الشعوب الاسلامية ..ولم يسجل فيها اعتداء ارهابي - كما يسمونه - لم يحدث فيها هجوم ارهابي واحد او حتى على مواطنيها في اي مكان في العالم ...
ثم تبع هذا سلسلة لم تنهي حتى الآن من من النقاب والحجاب في اوروبا... ثم تبع هذا منع للمسلمين في بعض الدول من الصلاة والصوم...ده غير ما حدث ويحدث مكن هجوم وتدمير لدول اسلامية بأكملها مثل فلسطين - افغانستان من قبل الروس - البوسنة وما حدث فيها من فظائع والتي تقع في قلب اوروبا الحرة - كوسوفا وما حدث فيها من فظائع - الشيشان وما حدث فيها من فظائع - افغانستان - العراق - وكان الدور بعدهم اذا نجح غزو العراق على سوريا ثم بنان ثم ايران ثم السعودية ثم مصر
نقطة أخرى : هو ما حدث لاتباع المسيح عليه السلام انفسهم في اثناء نشرهم لدعوته ...اكبر حجة في تاريخ البشرية ....فما حدث لهم من قتل وحرق وذبح على يد الوثنيين ثم بعد ـذلك لم يقبل الوثنيين انفسهم بالدين الا بعد تحريفه ووتفيقه لما يناسب ديانتهم فكانت الطامة الكبرى بالتحريف الذي استمر حتى يومنا هذا.. والدليل عليه انه لا يمر عام حتى تقوم كنيسة في اي مكان للعالم بتغيير او حذف او زيادة جزء على الانجيل من وجهة ـنظرهم

لنقارن أيضا ما كان يحدث من المسليمن في فتحهم للبلاد المختلفة (الشام - الفرس- شمال افريقيا - الاندلس ...الخ)...وما حدث مثلا للمسلمين في الاندلس بعد ان عادت لنصارى سبانيا من محاكم للتفتيش وخلافه
اذن الطبيعة البشرية قد تؤدي الى الانجراف للشر والصد عن عبادة الله ويكون التوازن بجعل الخير قوي ومسيطر ولكن دون مغالاة او طغيان
نعم ايضا ان جزء من خوف الناس من سيطرة الاسلام هو ماحدث من فتوحات الدولة العثمانية - في بداياتها فقط كانت فتوحات لنصرة الاسلام - ولكن بعض ما حدث منهم بعد ذلك هو عار على الاسلام ....وجزء منه ايضا خوفا مما حدث من السيطرة الدينية للكنيسة في العصور الوسطى من ارهاب وقتل وحرق للآمنين - لكن الأصل هو العدالة والحرية التي لا تؤذي الآخرين
وبكده يبقى الاسلام دين واقعي ...يتعامل مع النفس البشرية بقواعد هذه النفس البشرية ذاتها

كلمة اخيرة في الجزية وتبين كيف ان الأمر كان واقعيا جدا ولم يكن لأغراض دنيوية ... الجزية كانت دينار سنويا على كل رأس قادر على دفعها - وهو مقدار ضئيل جدا جدا يؤيد فكرة انها شئ رمزي

لا اتخيل ابدا يا اخي الكريم مسلما يعرف ربه وذاق رحمة وحلاوة الايمان في قلبه ان يدع شخصا آخر حتى وان كان كافرا يتضور جوعا او يحتاج للعلاج او المساعدة ايا ما كانت طالما انه قادر على نجدته
اما كيف ومتى واين ولماذا ستعود الجزية ...فده في علم ربنا ...لكن اما يحدث ده فالأكيد انه هيكون بشكل يضمن للجميع حقوقهم- ما لهم مقابل ما عليهم - وحرياتهم والعدالة في التعامل داخل حتى القطر الواحد
هذا والله اعلى وأعلم ... والنقاش مفتوح لمن اراد...للمسلمين ولغير المسلمين وبإذن الله يكون نقاشا يحترم فيه كل منا الآخر ...ان كام أحد يراني مخطئا فليدل بدلوه... وإن كان أحد يراني محقا فلعل الله ينفع بكلامي هذا ويجعله في ميزان حسناتي ..... جزى الله الجميع خيرا

No comments: