Tuesday, September 29, 2009

رجال امنك يا مصر

http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2009/september/29/killing.aspx


جميلة جدا استجابة الشرطة السريعة والحاسمة لحادث مقتل لواء الشرطة بمنطقة القناة ..وهي الاستجابة السريعة المعهودة في اي حادث مقتل احد ضباط الشرطة...والحاجز المادي والنفسي الذي يتم الحفاظ عليه بكل قوة وترسيخه لدى المجرمين بأن حياة ظباط الشرطة خط احمر اي حد هيتعداه سيكون مصيره القتل مباشرة – وليس القبض عليه – ولكن القتل مباشرة حال تم العثور عليه ويكون الخبر المعهود هو قتل عند المقاومة

الزيادة عليه هو المبدا المتعارف عليه بين ظباط الشرطة ان كرامتهم ايضا خط احمر...واي حد من المواطنين هيتجرا ويرد على ظابط شرطة لفظا يكون مصيره الضرب وان دافع المواطن عن نفسه في حال الضرب ورد على ظابط الشرطة- ظابط الشرطة الذي لا يحق له ضرب اي مواطن الا ان حاول المواطن التعدي عليه بالضرب او المقاومة - فان ظابط الشرطة يستخدم سلاحه مباشرة لقتل المواطن
دفاعا عن كرامته الشخصية – كرامة ضابط الشرطة

سلاح ظابط الشرطة الذي لا نراه الا في حالات الدفاع ان امن النظام ضد مهددي الامن القومي والمصالح الرئاسية العليا – فكل شخص يرى الامن القومي من منظوره الشخصي – او نرى سلاح ظابط الشرطة ضد المتظاهرين...او في حالة اثبات كرامتهم وسلطتهم وسطوتهم...لكن لا نراه في الجرائم العادية او حين نحتاج ان يظهر ضابط الشرطة سلاحه...سلاحه الذي يتردد في اظهاره الف مرة قبل ان يظهره ان لم يتعلق الموضوع بكرامته الشخصية

يعلمونهم في أكاديميات الامن انك طالما وصلت الى هناك فقد انفتحت لك ابواب السلطة والنفوذ اون هؤلاء البشر ليسوا مثلك ولا يرقوا ان يكونوا مثلك – الا اصحاب النفوذ- وان سلاحك لك وليس لمن المفترض ان تدافع عنهم وتحفظ امنهم

منذ اثنا عشر عاما تقريبا قتل شاب في منطقتنا على يد امين شرطة لانه اشتبك معه بالايدي فما كان من امين الشرطة الا انه اخرج سلاحه وضربه بالنار ثلاث رصاصات في صدره بقلب بارد....وحصل شغب كبير بالمنطقة وتكسير وحرق .... وفي نفس العام على ما اذكر حصلت حادثة بلطجة على احد الاكشاك وعندما ذهب احد الاهالي لابلاغ كمين الشرطة على بعد 100 متر من الموضوع ذهب شرطي الدورية – اللي في البداية ماردش السلام اصلا على من ابلغه – ورجليه ترتعشان حقيقة وهو ينظر وراءه خمس مرات للسيطرة على البلطجي ولم يفكر للحظة باخراج مسدسة من جانبه وانهاء الامر في لحظة واحدة وضرب البلطجي بالرصاص في ساقه حتى طالما هو مرتعش وخائف لهذا الحد.....او حتى اعطاء سلاحه للمواطن لكي يقوم بهذا بنفسه طالما انه خائف الى هذا الحد

هذه الحوادث تتكرر كثيرا بالطبع وليست حوادث فردية...سواء ما يحدث عند قتل احد الضباط من قبل المجرمين او من كيفية استخدام رجال الشرطة لسلاحهم...وآخرها لو تذكرون حادثة قتل المواطن الاسواني هذا العام الذي رفض دخول ضابط الشرطة لتفتيش منزله بدون اذن وكان المنزل الخاطئ ايضا ...فصفعه ضابط الشرطة بالحس البلطجي الذي يتعلمونه في كلية الشرطة...فرد له المواطن الصفعة...فاخرج الضابط مسدسه وقتله كالعادة

بيتحججوا احيانا انهم عندهم اوامر بعدم استخدام السلاح في المناطق المزدحمة الا للضرورة القصوى...جكميدل جدا ومبدا هام ولا خلاف عليه...لكن المشكلة التي نتحدث عنها هنا انهم يقفزون على هذا المبدأ ان مس الامر كرامتهم الشخصية حتى وان كانوا مخطئين

الكلام هنا ليس دعوة للتخلي عن مبدأ زرع الرهبة والخشية في نفوس المجرمين ضد مبدأ قتل ضباط الشرطة..لا على الاطلاق...رجل الامن وجهاز الامن لابد ان يكون له احترامه وكرامته ورهبته ...ومن قتل يقتل...ولو قتل رجل امن – ضابط او جندي شرطة او جيش او مخابرات او ايا ما كان - اثناء تأدية واجبه وتاكد بكل عدالة وحيادية مسؤولية شخص او جهة عن ذلك فلا مناص من تنفيذ القصاص ضد هذا الشخص او هذه الجهة مهما كان او كانت سواء بمحاكمة او بدون محاكمة طالما تم التأكد بكل عدالة وحيادية وبعد عن المصالح الشخصية او المحدودة

لكن هذا مرهون ايضا بتأديته واجبه المفروض وهو الحفاظ على امن وسلامة المواطنين في الاساس والدفاع عنهم وليس استعبادهم واستحقارهم في سبيل المصالح الشخصية او في سبيل مصالح النظام

من موارد الدولة التي هي ملك للمواطنين في دستور اي بلد...او من الضرائب التي يدفعها هؤلاء المواطنين.... يرتدي ضباط الامن ازياؤهم....ويتم شراء الاسلحة لهم..الذخائر لهم...والسيارات التي يركبونها...والمرتبات التي تدفع لهم...لكن لا نجد الا كل عدم كفاءة في العمل وتكبر وسطوة وعدم احترام الا ان كان لك نفوذ ..او الا قليلا جدا من قليلي المحترمين العارفين لما هية واجبهم من جهاز الامن

المواطنين دافعي الضرائب ومنهم من تعب في حياته واخذ حياته على محمل الجد من البداية اكتر بكتير من شخص لعب ولها ودخل الشرطة بخمسين او ستين في المائة ليخرج وقد علموه انك فوق البشر وفوق هؤلاء

ليس هذا تكبرا او تعاليا لا سمح الله...ولكن دعوة للبعد عن المصالح الشخصية وتبصير بأين يمكن ان يكون الحل...الحل الذي ليس هو التكبر والاستقواء على بعض لصالح طغمة من النفعيين والانتهازيين

مش هأقول في الدول الاجنبية...بل الآن في عدد كبير من الدول العربية يتم انتقاء رجال الامن من الخريجيين الجامعيين وان لم يكن فمن اشخاص صالحين اسوياء...هذا غير ان طريقة تأهيلهم المهارية والنفسية والاخلاقية تختلف كثيرا عن طريقة تأهيل رجال الشرطة في مصر...وفي النهاية يكون الناتج في هذه الدول العربية البدوية الصحراوية افضل بكثير من الي عايشين في السبع تلاف سنة

لكن الشهادة لله...تقدير الدولة المادي يكون افضل بكثير ايضا من رجال الشرطة هنا....فمرتبات الجنود وصف الضباط لا تقل عن ما يعادل 12 الف جنيه شهريا في حين ان مرتبات اصغر الضباط لا تقل عن ما يعادل 25 الف جنيه شهريا...هذا غير الضمير المرتاح لتأدية الواجب كما يرضي الله

لعل ما نراه من تحسن طفيف في اخلاقيات الأجيال الجديدة الاصغر الآن في سلك الشرطة يكون مؤشرا جيدا على تحسن عام سنراه في المستقبل...لكن الى ذلك الحين مطلوب مننا توفير السبل لتامين انفسنا بغض النظر عن جهاز الشرطة والانفلات الامني الحاصل حاليا في الشارع والمرشح للزيادة مهما انكروا ....على الرغم من اساليبهم القمعية العشوائية التي اثبتت فشلها وستثبت فشلها وستستمر في اثبات فشلها حتى يعملوا بأساليب علمية وقانونية مدروسة كما يعمل باقي العالم الآن...وعلى مبادئ الشريعة الاسلامية كما يجب ان نفعل نحن كمسلمين مؤمنين بالله


http://ahmedsaed.blogspot.com/2009/09/blog-post_28.html



موضوع مرتبط

http://ahmedsaed.blogspot.com/2009/09/blog-post_28.html

الجزء التاني من التدوينة وليس الاول