Thursday, December 23, 2010

على هامش قضية التجسس...زمن احمد الهوان وزمن أحمد عز

غريب جدا ان تظهر قضية تجسس عن طريق الاتصالات في هذا التوقيت بالذات مع الكشف عن قضايا مماثلة في بلاد الشام - سوريا ولبنان



هل ياترى كانت معلومة مسربة او ممررة من طرف عربي ما ...طب يا ترى لو كان الطرف العربي- او الفارسي – اللي في بالي ومش هاقول عنه...او كليهما وده شئ مرجح .....اليست بادرة حسن نية طيبة منهم تجعل من الواجب اعادة النظر في علاقاتنا معهم وطريقة تعاطينا معهم واننا مالناش في النهاية الا الناس دي





أقول ...لو





*********************************





في البدء كانت قضية تجسس عن طريق احدى شركات المحمول



على اختلاف افكارنا في الحياة واختلاف معتقداتنا الدينية ايضا...التفاصيل قبل الاخيرة لقضية التجسس كانت مضحكة جدا بالنسبة لنا- العبد لله وزملائي – كمتخصصين ...ومادة طريفة للتندر طيلة اليوم



اقول التفاصيل قبل الأخيرة لانه هناك ثلاث تفاصيل مختلفة اذيعت عن هذه القضية



التفاصيل الاولى - والتي نراها اكثر منطقية من الناحية النظرية العلمية - هي تورط افراد من احدى شركات المحمول في التجسس على شخصيات هامة



هذا لا يسئ للشركة ومش ضروري ان تكون هناك نظرية مؤامرة عندما يقال "موبينيل" لان صاحبها نصراني لكن العقلية المصرية العامية لن تدع هذا الامر يمر بسهولة...وده هيؤدي لعواقب كبيرة في سوق الاتصالات المصري... لذا فظهر سرد ثاني وثالث لتفاصيل القضية



السرد الثاني : هو ان المتهم كان يدير مكتب للاتصالات ومنه كان يقوم بالتجسس عن طريق تمرير مكالمات دولية غير مشروعة



وطبعا ده مضحك جدا....ومستحيل تقنيا بكل الاشكال





السرد الثالث هو ما قيل على ان الشاب مكلف بتكوين شبكة تجسسية تتكون من عدة افراد باستغلال الظروف الاقتصادية والجتماعية في مصر ولمراقبة الوضع الداخلي وحال الناس العام



وده بقى موضوع تاني خالص يختلف عن بداية الكلام في هذه القضية...دي تبدو كقضية جديدة ومنفصلة تماما





بعد استعراض الطرق الثلاثة المختلفة للسرد نجد انفسنا على الارجح امام قضيتين تجسس مختلفتين وليس قضية واحدة تم الدفع بالثاينة للتغطية على الاولى...او هي قضية واحدة ولكن القضية اتحذف منها اعلاميا الجزء الخاص بالتجسس الاتصالاتي عن طريق موظفين كبار في احدى شركات المحمول وبقى اعلاميا جزء تجنيد العملاء – والذي لا يمكن في هذه الحالة في قضية بهذا الحجم ان يقوم به شاب نكرة كما تم وصفه ....وهذا الحذف او التغطية بقية اخرى من اجل الحفاظ على التوازن في سوق الاتصالات المصري وعدم احداث هزة تؤدي الى عواقب سلبية بشكل اقتصادي وتقني بحت – وده قد يكون مفهوم



ومفيش مانع بالاضافة الى السبب السابق ان يكون بجانبه التعتيم الكلي او الجزئي تم للحفاظ على مصالح مالية لبعض الشخصيات اللي بتشترك بالـ"البركة والحس والتواجد النفسي" في اي مشروع عملاق في البلد دي – راجع ان شئت كمال الفولي في عمارة يعقوبيان







المصيبة بقى انه مع العقلية البدائية لرجال الحكم في مصر والطريقة التي يتم اختيارهم بها لا استبعد ايضا انه لا يكون هناك قضية من الاساس......وان الموضوع يتمخض عن مكتب اتصالات عادي جدا يتيح للناس في منطقة شعبية بالقيام بمكالمات دولية بسعر ارخص بعيدا عن الشركة المصرية للاتصالات ...



توقيت الاعلان يصب في مصلحة نظرية المؤامرة ...فرقعة اعلامية يقوم بها النظام لالهاء الانظار عن الجدل الكبير بخصوص مجلس الشعب الباطل الغير دستوري ودوره المتوقع في تمرير موضوع توريث الرئاسة لمبارك الابن





او انه هناك قضية تجسس اتصالاتي ولكن عندما وجدوا ان اذاعة التفاصيل عن تورط شخصيات في احدى شركات المحمول سيؤدي لعواقب اقتصادية وخيمة ...ووقتها قد يكون الشاب المتهم برئ فعلا وكبش فداء اعلامي.....ووقتها يتم التعامل مع القضية بشكل سري بعيد عن الاعلام..او انه كما قلت لا قضية من الاساس







فكرة التجسس – الحكومي الشرعي القانوني - على المكالمات في حد ذاتها غير مرفوضة بكشل كامل.....لكن كيف تستخدم هذا هو السؤال...وايه الاطار القانوني...وضمير من يقومون بهذا الامر...وان يكون من اجل مصالح الامن القومي الحقيقي وليس امن الكرسي...اون يكون في اضيق الحدود وعند الحاجة فقط





لكن المشكلة الان الظاهرة لكل متابع هي عدم الثقة بتاتا بأي شئ يتبع او يصدر من الحكومة...وعدم الثقة هذه عن حق وعن واقع



فقدان الثقة قد يصل الى عدم ثقة المواطن في التبليغ عما يراه ضار بالأمن القومي لانه لا يضمن ان يتم تلفيق تهمة له....او يصبح كبش فداء اعلامي بعد انتهاء دوره



وبهذا نفقد تعاون الناس على الارض...نفقد معلوماتهم والتي يجب ان تكون المصدر الاساسي الاول في الدفاع عن الامن القومي



لان الزمن مختلف....زمن أحمد الهوان – جمعة الشوان – يختلف تماما عن زمن أحمد عز



وقليل من سيفكر ان عليه فعل الصواب بغض النظر عما قد يحدث له بعد انتهاء دوره





*******************************



الى ان يزول النظام الحالي ويأتي نظام وطني حقيقي فمحدش فاهم حاجة والدنيا ملخبطة كما عرضت...فقط اردت عرض افكار وخواطر مختلفة مرت بالذهن عن هذا الموضوع