Tuesday, January 18, 2011

الإسلاميون ....والتغيير

فكرة الكلام القادم في ذهني منذ فترة طويلة ..... لان هذا الموضوع يتصاعد والامر يتحول كما قال الاستاذ فهمي هويدي الى انه بشكل متدرج يترسب الان في الوجدان الجمعي في طبقة من المتعلمين والمثقفين ان الدين هو المشكلة وأنه يجب اقصاء الدين من المعادلة السياسية والاجتماعية لأجل التغيير الذي ننشده في مصر وأننا نعاني من تدين سطحي لا حل له على الاطلاق وان الدعاة مالهمش اي لازمة في الحياة بل واصبحت كلمة شيوخ الفضائيات لبانة يتشدق بها البعض وتستخدم كسبة للدعوة ولاصول الدين




هناك فريق من الكتاب والمعارضين السياسيين - وبعضهم محترفي سياسة بحق - ولكن شغالين "عجن" في الدين وتهزيق في الشعب المصري بتدينه الفطري وافتاء بدون علم في الشرع واتحافنا بآرائهم في التاريخ الاسلامي والصحابة وسب وتخبيط مباشر في الصنف الأخير - الصحابة - بكل برود





ابراهيم عيسى



علاء الاسواني



بلال فضل



احمد خالد توفيق



نوارة نجم





وغيرهم







وعلى الجانب الآخر...حركة سلفية تتشدد في البعد والغياب عن الواقع السياسي لسببين...الاول هو انها اول من اشتغل بالسياسة وللاسف بدأوا من حيث كان يجب ان ينتهوا - الجهاد المسلح كان يجب ان يكون الحل الأخير وليس الأول وبعد محاولات ومحاولات من نشر الدعوة والتغيير السلمي - فاكتووا بنار ما حدث واكتوت الدعوة واكتوى عامة الناس بتبعات هذا التسرع وترسب ايضا في وجدان البعض لفترة طويلة سيئات ما حدث بالاضافة الى التضخيم الاعلامي من اذناب الظالمين المتعمدين او المخدوعين بدورهم...فكانت النتيجة ان آثروا الابتعاد عن الشأن العام





والسبب الثاني هو انهم لا يريدون تقديم الدين للناس كحل وسبيل للرفاهية فماذا يكون الحل ان أبتلينا في هذه الحياة الدنيا بسبب تطبيقنا للدين والعدالة وحاربنا من لا يرجو الله واليوم الآخر.... وفي هذا عندهم كثير من الحق وليس كل الحق







نقطة ومن اول السطر ونقول







اولويات الدين الخمس بالترتيب من الاكثر اهمية الى الاقل اهمية هي



الدين



العرض



العقل



النفس



المال





اول واحدة هي

:

الدين



الدييييييييييييييين



الـــديـــــــــــــــــــــــــــن





وتاني حاجة العرض



والنفس والمال تأتي في الذيل







يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم





وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ



مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ



إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ







الشعب المصري المنتقد في حميته لدينه مع سلبيته وقلة وعيه في مواطن اخرى في مقاومة الظلم لايزال

يحتفظ بدينه كخط احمر يثور لسببه على الرغم من عدم ثورته - او لنقل تاخرها - في مواضع أخرى



لأجل هذا يخرج في مظاهرات بكل حماس لاجل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وللقرآن بشكل اكثر كثافة بكثير من مظاهراته لاجل لقمة عيش او شهيد تعذيب





ولأجل هذا يخرج في مظاهرات لاجل اخت اسلمت وتم خطفها وحجزها لدى من لا يؤمن بالله ورسوله وبمعاونة الحكومة الظالمة



فيه خلل في هذه المعادلة نعم....لكن لا تزال هناك فطرة سليمة ولله الحمد...لم نصل لنقطة الصفر ولله الحمد...مازال شعبنا يملك أهم مقوم من مقومات النفس الحية ولله الحمد...لنبن عليها إذن ولا ننتقدها ولا نهدمها ولا نحقر ونسخف منها





هؤلاء الكتاب لم نرهم انتقدوا خروج الشباب لاجل مساندة تامر حسني بقدر ما انتقدوا

خروج الناس لمظاهرات ضد الدنمارك



أويهيئ لهم شيطانهم ان دين الله هو المشكلة

؟





هم يرون انه من الاولى ان يخرج الشعب لأجل "لقمة عيشه" ويتميزون غيظا لاجل هذا





المم والامبو



وغير كده يبقى متخلف متأخر همجي جاهل أحمق متعصب هيستيري متطرف لدينه.....وكأنها سبة ان يغار الانسان على دينه







المطلوب ليس هدم او انتقاد او كبت او مسح هذه المشاعر من عموم عامة الشعب - الذي يعيش في الأمور العامة بالفعل كزهور الحائط وينظر لمصلحته الفردية فق في امور الدنيا....ولكنه لا يزال يتبع مشاعره الفطرية عندما يهان دينه او عرضه





المطلوب هو البناء على هذه المشاعر الدينية الجياشة واضافة بعد جديد لها وهو مقاومة الظلم





مقاومة الظلم فريضة



يقول الله سبحانه وتعالى



وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا



ويقول أيضا



إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا

إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً





والنهي عن المنكر فريضة...باليد - للقادر على ذلك دون ان يسبب فتنة أكبر وبعد اتباعه سنن التغيير..وباللسان وهو الشائع ...وبالقلب بأن يكون القلب عارفا للحق منكرا للمنكر منتظرا الفرصة لتطبيق الصواب بصدق ما استطاع الى ذلك سبيلا





لو اننا اقمنا ثورة عشان المم والامبو (باستخدم لفظ المم والامبو لبيان استحقار الجهاد من اجل الاكل والشرب-لقمة العيش) وجاءت حكومة وطنية لاصلاح المم والامبو فماذا سيكون الحال ان حوصرنا وحوربنا من الدول الغربية بسبب وجود حكومة وطنية

؟



لماذا نلوم على محمود عباس اذن ونآزر حماس وشعب غزة في حصار غزة

؟



ارى بعضكم وقتها سيتراجع ويقول لنعش في سلام وامان اولى من ان نعيش في حرية وقوة وعزة وكرامة



ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين







والحال لم يعد مجرد حاكم مستبد قليلا...مخطئ قليلا...يحتاج لتقويم... يرعى مصالح البلاد والعباد بالفعل ولكن على عوج



ليس هذا هو الحال



تحول الامر لحاكم ظالم غاشم يسرق الناس وينزل جنده بالناس سوء العذاب والظلم ويصد عن دين الله ولا يأبه للمستضعفين والمساكين في شعبه وفي الشعوب التي حوله ويمنع من يريد مساعدتهم فقط لاجل كرسيه وحكمه...بل ويريد قبل موته وضع من يكمل سيرته هذه في الناس فقط كي لا يذكر بسوء بعد موته







لذا فإنكارنا للوضع الحالة من حاكم ظالم مستبد وحكومة ظالمة غاشمة يجب ان ينبع من مبدأ مقاومة الظلم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطعنا



لو فهمنا هذا ستنضبط تدريجيا مفاهيم مثل المواطنة والتعايش وتطبيق الشريعة في عقولنا



لو فهمنا التغيير انه على مبدأ ....وليس طريقة عيش ومقدرات عيش ستختلف نظرتنا للحياة ...وللتغيير نفسه...للأفضل بإذن الله





الله سبحانه وتعالى وعد عباده المصلحين بالاستخلاف في الارض ...وبفتح عليهم من بركات السماوات والارض



ولكن ابدا لم تكن هذه الثروات هي غاية العباد المصلحين الربانيين



كانت مسألة مبدأ



بل انها فتنة يخشى منها على المؤمنين







أخرج البخاري رحمه الله بسنده عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها ، وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال : ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ) . قالوا : أجل يا رسول الله ،

قال

: فأبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم

(فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم )



وفي رواية عند مسلم

( وتلهيكم كما ألهتهم )









ليس الغرض من هذه الحياة هو تسهيل لقمة العيش ومقدرات العيش ...والعيش في امان نسبي وكفى





الله سبحانه وتعالى يقول



وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ





بل ان الله سبحانه وتعالى يقول عن التعلق برغد ومقومات الحياة الدنيا



قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ





لكن الغرض هو عبادة الله سبحانه وتعالى وتنفيذ اوامره والجهاد في سبيله ...بالقول واللسان والعمل - نشر الدعوة وغيرها



ومنها توفير بيئة آمنة للناس كي يعرفوا الله عز وجل ...ويؤمن من يؤمن وقتها ويكفر من يكفر



ولا يكون هذا بالتخلي عن بعض مبادئ الدين ظنا منا اننا بهذا نقيم هذه البيئة بهذه الطريقة



ان تخلينا عن مبادئنا...لن نصل لما نرجو فلا يمكن ان نصل لطاعة الله بمعصيته



وسننسى ان وصلنا ماذا كانت مبادئنا من الاساس ...واظننا نرى نماذج مصغرة هذه الأيام لمثل هذا النسيان





والتخلي عن مبادئ الدين يختلف عن التدرج في تطبيق شرائع الدين ولكن هذا تفصيل آخر





اما من يخافون على الطوائف الأخرى من تطبيق الشريعة - وبعض من هؤلاء يلبس قميص الطوائف الاخرى فمشكلته هي الشريعة وليس الطوائف الاخرى - فان الله سبحانه وتعالى وضع سنته في الأرض ان من يطغى ويتكبر باسم الدين يقصمه الله ويذله ولو بعد حين



فمن اقام باسم الدين امبراطوريات تكبرت وبغت وحادت عن مسار الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة واذلت الشعوب الاخرى ونقضت غظلها من دين سمح قوي بعد ان مكن الله لها في الارض..ضرب الله عليها الترف وحاد اهلها عن صحيح الاسلام ...ففسقوا فيها...فحق عليها القول فدمرت تدميرا



وما حدث في المسلمين في الاندلس بعد ان تحول ملكهم لاباطرة يسومون اهل البلاد المفتوحة سوء الخسف ونسوا كيف كان يعامل الرعيل الاول من حملة الدين اسراهم واهل البلاد المفتوحة .... ثم تبعهم قوم هادنوا ائمة الكفروركنوا للدعة فأذلهم الله



وما حدث في الدولة العثمانية من تمزق وتشتت بعد ان تحولوا لأباطرة على الرغم من بدايتها الاسلامية القوية ببعيد



وما حدث لاهل بغداد بعد قرون من الدعة والترف والغيبة والغيبوبة عن امور دينهم وامور المسلمين وامور الناس من حولهم وتركوا ةالفساد يضرب في الارض يمنة ويسرة وتركوا الجهاد لاجل اقامة العدالة والامان لخلق الله





فمن اذل خلق الله المسالمين في ارضه...يذله الله...فمن يقول بعودة الشريعة وعودة الدين للحياة - وهو ليس بخيار بل فريضة - يجب ان يكون ايضا على مستوى اوامر واحكام الدين والشريعة والدعوة لدين الله باستخدام القوة في مواطن القوة واللين في مواطن اللين









اردت عرض الامور من الوجهتين ....ورب مبلغ اوعى من قائل او سامع







وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ



تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ



لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ





فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ



فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ