فطال عليهم الأمد

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

فطال عليهم الأمد.....فقست قلوبهم....أو صدقوا

ما بين هاتين يكون المؤمنين

***********************************

تعليق عمرو وملاحظته البوست السابق وعدم رضائه عن ما يسميه تعميم هو ما اثار هذا البوست في ذهني...لكن في اتجاه موضوع آخر

هل فعلا نحن فعليا على مستوى الحدث ...من الجانب العملي

نحن كشعب \ كمصلحين \ كمتدينين \ كمسلمين \ كبشر ...على مستوى التغيير عمليا

لو تكلمنا عن حال البلد...ستجد نتيجة استقصاء قناة المحور ان اسوأ حدث العام الماضي هو....خسارة الأهلي لكأس افريقيا

ليس يوم حادثة العبارة...ولا أيام التعذيب...ولا ارتفاع الأسعار

هو ده شعبنا وهكذا يفكر المواطن العادي...وهذا هو جل اهتماماته

نفس المواطن تقريبا......يسمع عن حوادث التعذيب...يرى فساد النخبة الحاكمة....مطحون في شغله ولقمة عيشه

نفس المواطن تقريبا الذي يقابل ساركوزي و"صديقته" في "فسحته" فلا تتوقع منه اكثر من ذلك .....او العكس لا تتوقع منه امتعاضا في هذا طالما ان هذا هو ما اثار حزنه .. وان امتعض فلترى ما سيفعله ان كان من منظمي هذا الامر

نفس المواطن في يوم محاكمة القضاة الذي تظاهر منه نصرة لتامر حسني في قصية التزير اكثر ممن تظاهروا لنصرة القضاة..كلهما كان كثيرا ولكن هكذا قالت الاحصاءات

نفس المواطن الذي لا يرى رأيا في النظام الحاكم ...فهو عندهم كلهم سواء ...ليس في الامكان احسن مما كان....او ابعد عن الشر ولنعش حياتنا

*******************************************

حديث قديم.........المقاطعة

كم منا مازال يقاطع

من الصغيرة للكبيرة

من الكوكاكولا - بيبسي الى السيارات الامريكية مثل شفروليه او فورد..مرورا بمنتجات كثيرة فيما بينهما

من يهتم عند الشراء بمثل هذه النقاط...عند شراء اي منتج ينظر اين تم صنعه ...وهل يبحث عن بديل ويتحمل فارق السعر او فارق الجودة ان كان في استطاعته

هال العبد لله التراجع الرهيب في موضوع المقاطعة......ليس حتى بين الناس العاديين......ولكن بين الملتزمين انفسهم.....عادت الكوكاكولا والمطاعم الامريكية-لا احد بمعنى لا احد وكأن الانسان في جزيرة معزولة او يعيش في العصور الحجرية يرى مخلوقا كل امد- يفكر ان اشترى سيارة - عطر - مأكل وكلها كماليات.......يفكر في بلد الصنع والبدائل وان يحتسب عند الله الفارق طالما استطاع اليه سبيلا.... وغالبا يكون البديل ارخص وقريب جدا في الكفاءة

وطبعا يعتبر ضرب من الخيال الكلام هنا عن منتجات مصانع تنتمي لحيتان النخبة الحاكمة.... منهم من يزور في الانتخابات .....منهم من يثري ثراء فاحش من اموال الناس ...دون التفكير في البدائل او حتى تمنيها في القلب - مع تمعر النفس من الاضطرار

وهنا تسمع الجدال وهو باطل ...مصانع مصرية تشغل مصريين...لكن عندما تسافر معهم لخارج البلاد لبلاد غير اسلامية وغير عربية اساسا ...ترى نفس الفعل

هل هذه البلاد ايضا تشغل مصريين

المقاطعة ليس عمياء.....أكيد...لكن على الاقل نحصر مشترياتنا في البلاد التي تساندنا او تقع في موقف محايد منا سياسيا على الاقل

وكم منا مازال يدعو لفلسطين من الاساس

طب فلسطين قريبة واخبارها عندنا ......ومع ذلك فلم نعد ندعو لهم مثل السابق

ماذا عن العراق....تايلاند...الفلبين...كشمير.....تونس

ماذا عن الشيشان التي كانت فترة تحرق قلوبنا

*************************************

هل هذا الكلام من باب هلك الناس ..

.أكيد ان لا.....

فلا يعفي كاتب السطور نفسه من تفكير واتجاهات الناس...فهو عندما يرى هذا في محيطه الشخصي \ العائلي \ العملي يراه فشله في الدعوة وعدم نجاحه في توصيل وتفعيل كلمة الله للناس....قد لا يكون خطأه بنسبة 100% ولكنه يتحمل نسبة كبيرة من هذا


يمكن لانه ليس قدوة بالشكل الكافي....لم يهتم بتحسين مهارات اتصاله مع الناس ...قنع بما هم عليه لفترة ما ثم استيقظ ليجد هذا الهبوط في نفسه وفي غيره


يمكن لانه عندما يحاسب نفسه يراها تسير للنار بخطى ثابتة ....وان حسابه كعالم بما لا يعلمه كثير من الناس - لا يهتمون بمعرفته بمعنى ادق مع كونه اهم من كل شئ يتعلمونه - وانه لم ينشره بشكل كاف


وهذا التقصير ينسحب أيضا على كل المصلحين والدعاة - الا قليلا - بنسب متفاوتة ..... صحيح ان عوامل هدم الدعوة اكبر بكثير ...ولكن هناك ايضا عوامل بناء متوفرة لم تكن في الماضي

والنوم في العسل ......والنوم في الدعوة ......والتعايش .......لم يعد هو اهم ما في المرحلة

***********************************

يبقى امل أخير اعطاه الله لنا

الثبات على المبدأ ...ومحاول تطبيقه وقهر النفس عليه قدر الامكان..قد يكون هذا هو العذر والشافع عند الله

قد تكون التركيبة الدماغية...ومحاولة تطويرها في الاتجاه الاتقى والانفع....والمحافظة عليها والثبات

قد يكون هذا ارجى عمل ...يؤمل منه المغفرة والرحمة من رب العالمين

اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

***********************************************

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ