Friday, January 20, 2012

أحداث محمد محمود -6 - الأخيرة

الجمعة 18 نوفمبر : مليونية تسليم السلطة

السبت 19 نوفمبر : ضرب المعتصمين وبداية ما عرف باسم احداث محمد محمود

الأحد 20 نوفمبر : مجزرة ارتكبتها الداخلية في حماية الشرطة العسكرية

الاثنين 21 نوفمبر : استمرار المصادمات وسقوط الشهداء في شارع محمد محمود والاعداد لمليونية

الثلاثاء 22 نوفمبر : مليونية الشهداء وبيان طنطاوي بتسليم الرئاسة اول يوليو

الاربعاء 23 نوفمبر : استمرار المواجهات وبداية جهود تهدئة شارع محمد محمود

الخميس 24 نوفمبر : توقف المواجهات في شارع محمد محمود واعلان الجنزوري رئيسا للحكومة الجديدة

الجمعة 25 نوفمبر : مليونية الحكومة الانتقالية وتكوين مجلس رئاسي مدني

السبت 26 نوفمبر : بداية اعتصام مجلس الوزراء


********************

الخميس 24 نوفمبر

تثبيت التهدئة عنوان اليوم

وصلت الميدان بالليل كالعادة وما قعدتش فيه اكتر من ساعة

دخلت اولا على محمد محمود لقيته اتقفل من كل ناحية....سور حجري تم بناؤه من الليلة الماضية وواقف عليه جيش - مش شرطة

مداخل شارع محمد محمود كلها من كل ناحية حتى من الحواري واقف عليها سلاسل بشرية لشباب رأى انه يجب وقف نزيف الدم هذا فورا والاتجاه للحلول السياسية

فيه ناس كانت بتحاول تخترق السلاسل...بدعاوى مختلفة ...اللي عايز يتفرج...اللي بيقول انه موتور من الشرطة لانها قتلت اصدقاؤه او اخوانه...اللي بيهرج...اللي جاد

لكن في النهاية التهدئة اتثبتت والاشتباكات توقفت

النقطة الاخرى ان الميدان هذا اليوم تحول لشئ هلامي تماما....الميدان بقى حسين بالجنزبيل - عشان حمادة صاحبي بيزعل :)) - ناس كتييير جاية تهرج...ناس جاية تهيج...ناس جاية تتفرج وتشرب حمص

وعشان كده مشيت اليوم ده بسرعة

خلاص الاسبوع ده خلص والمهمة انتهت

مهمة لم يكلفنا بها احد...مهما كلفتنا بها ضمائرها...وطبقا لمرجعيتي....التي لا ارضى بها بديلا واسأل الله الثبات عليها حتى الممات ولا ارى ثواب في الآخرة لمن خارج هذه المرجعية فان هذه المهمة كلفني بها ديني ...على تقصير منا...ولعلها تكون شافع لنا

وغادرت الميدان آملا ان يكفينا الله شر القتال ولا نضطر للعودة اليه مرة اخرى وان يكون باقي اللعبة سياسة...ولكن ان اضطررنا للمواجهة مرة اخرى فسنفعل بأمر الله...حتى وان كنا لا نعرف بعضنا البعض لكن اثق انه في نقطة ما ان لم يفعل السياسيون ما يتوجب عليهم فعله...فالشعب - الكتلة الحرجة فيها
وليس ارباب الكنب والمؤامرات والمصالح الفردية الضيقة - سيعود للشارع مرة اخرى


أيضا في الميدان هذا اليوم كانت النقاشات السياسية هي سيد الموقف....اغلب اتجاه الناس كان ناحية الرحيل الفوري للعسكر وتشكيل حكومة انتقالية من الثورة

النقاشات دي كانت مستمرة طوال الاسبوع...ويمكن مرة كنت معدي وفي وسط الميدان ولقيت ناس بتتكلم عن الانتخابات وبتشتم في الاخوان...حاولت اعقل الناس وافهمهم ان ما نفعله هنا ضروري وما يفعله الاخوان ضروري لكن نظروا الي على انني نفسي اخوان ولذا بدافع عنهم...محدش اتخانق معايا لكن كلامي لم يلق قبولا


واقول لكم بكل امانة ...كنت ارى مسألة رحيل العسكر الفوري كلام رومانسي جميل لكن غير قابل للتحقق على ارض الواقع وليس المسار الافضل للبلد...مكنتش عارف آخرة اللي بيحصل في التحرير الاسبوع ده ايه....سياسيا اعني...لكن كنت عارف انه ضروري جدا...
انه يحصل وانه درس
من الضروري اعطائه للمجلس العسكري حتى وان كلفنا شهداء جدد...درس للمجلس العسكري ان الثورة مستمرة

اما كنت بأهدى وبأفكر بقول وعلى الرغم من ذلك فلا زالت الانتخابات هي الاساس...الانتخابات ليست مجرد كراسي او مطامع...ساذج او اعماه الغضب من يقول هذا...الانتخابات دي كانت مطلب اساسي اما نزلنا اول مظاهرة يوم 25 يناير 2011 فاما نكون على بعد ايام منها فلا يجب ان ننجر وراء افسادها مهما كان

موضوع الحكومة الانتقالية ده يصلح لو كان على بعد اشهر من الانتخابات ...لكن على بعد ايام فالافضل ترك القيادة الحالية مهما كانت...لكن على ان تعلم ان ما قبل احداث محمد محمود ليس كما بعدها ..وان فكرة الخروج الامن شبه انتهت...واننا لن نقايضكم مرة اخرى على الخروج
الآمن مقابل عدم اثارتكم للمشاكل...ستكملون الفترة الباقية حتى نهاية الانتخابات ثم تسلم السلطة لمجلس الشعب ...واذا اختار اهالي الشهداء محاكمتكم فيجب ان تتقبلوا المحاكمة


المثير للسخرية المريرة ...ان المجلس العسكري في الاعلام الحكومي - صحف وقنوات التليفزيون الرسمي وسي بي سي...اصبح يركز هو نفسه على الانتخابات ويمدح فيها ويدعو الناس بالمشاركة ويصفها بالخطوة الديموقراطية العظيمة التي ستنقل مصر نقلة كبيرة في اتجاه تسليم السلطة
...مع انه من اسبوع واحد كان بيسعى لتفريغ هذا المجلس النيابي من مضمونه وتحويله الى مجلس كراسي ومكلمة ونادي اجتماعي وحظيرة دواجن معارضة بوثيقة السلمي وبقراراتهم المنفردة- ولو لم تحدث مواجهات محمد محمود لاصبحت هذه عنده قناعة ولكانت هناك مواجهة وقتها ايضا على صلاحيات مجلس الشعب

بل ان ما كان يقال في الميدان ايام اعتصام مجلس الوزراء فيما بعد ان المجلس سيكون بدون صلاحيات وكان الرد سننتزع هذه الصلاحيات بإذن الله لا مشكلة



وعلى الرغم من نزولي الميدان في هذه الاحداث ومن يوم السبت ....إلا أني أتفهم بشدة موقف جماعة الاخوان المسلمين...وأيضا موقف حازم صلاح أبو اسماعيل من تراجعه عن دعوته للاعتصام الجمعة الماضية على الرغم مما سيخصم ذلك من رصيده ...ولا ارى انهم تخلوا عن الناس ولا
ازايد عليهما وعلى موقفيهما واسأل الله ان يكون اي قرار يتخذوه يزيد من رصيد الثورة ويصب في صالحها ايا كان اتجاه هذا القرار

لو نزل الاخوان لتحول الامر الى مواجهة شاملة بين قطاع من الشعب امام قطاع من ذوي المصالح...صحيح برضه نتيجة المواجهة في النهاية ستكون بأمر الله لصالح الثورة ولكن الخسائر ستكون كبيرة على البلد وعلى الشعب ولتأخرت الانتخابات الى اجل غير مسمى ونحن على بعد عدة ايام منها... فلم نذهب في اتجاه الخسائر طواعية ان كنا نستطيع تقليل الخسائر قدر الامكان ؟ ولا نضطر ان نذهب اليها الا ان اضطررنا اليها بالكامل- كما حدث مع مبارك حيث كانت الثورة الحل الاخير بعد ان انسدت كل طرق التغيير السلمية والقانونية ...
وكلا الفريقين : المتظاهر والسياسي فليحترما ويقدرا بعضهما البعض ويعلما انهما يكملان بعضهما البعض

هنا فيه اشكالية لا يفهمها العلمانيون والليبراليون....ان الاسلاميين عندهم مبدأ وقاعدة من حديث نبوي شريف


صحيح البخاري ....باب لا تمنوا لقاء العدو

.....إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم

اذا لا نتمى الحل الاعنف ولكن ان اضطررنا اليه نفعل

بمعنى ان وسيلة المواجهة العنيفة - مش ضروروي تكون حرب - الثورة والمظاهرات والعصيان المدني الشامل اللي حصل في ثورة 25 يناير وسيلة عنيفة للتغيير ولكن فرضت علينا..اما نضطر نعملها ....لكن اما نضطر

واشكالية اخرى...لاااااااااااابد من وجود قيادة للامة وللبلد...لا تترك الامور هكذا...لذا فالحرص على وجود المجلس العسكري حتى يتم انتخاب قيادة بديلة هو حرص على مقدرات الناس....ولو ان البعض ينظر لجرائمهم فالاسلاميون ينظرون لكم الدماء الاكبر اللي ممكن يسيل اذا فقدت القيادة وفقد الرابط

الفيصل هنا هي محاكمة من اخطأ في العهد الجديد ودي نقطة ان شاء الله هاتكلم عليها في نوت منفصلة ان شاء الله

على الناحية الاخرى يجب على الاسلاميين ان يحترموا من يقومون بالمظاهرات ومن قاموا بالثورة ....طلع بعض الاسلاميين يهاجموا من في التحرير - ومن في التحرير كانوا سابقين للطعن في الاسلاميين وفي كل من نادى بالانتخابات

هذا التخوين المتبادل ليس في صالح احد ولا يزيدنا الا فرقة على فرقة

اخوف ما يخاف منه اعداؤنا الخارجيين هو الاتحدا والاستقرار..وهذه الخلافات والتخوينات تقودنا لعدم الاستقرار


*********************************

ملاحظة ايضا يجب ان تقال

الثورة دي عرفتنا حقيقة ناس كتير..مش ضروروي بشكل بالغ في الشيطنة لكن فيه ناس كانت تحسب على المعارضة ايام المخلوع وسقطت بالثلاثة في اختبارات الثورة واحداثها

كمثال وليس حصرا : يحيى الجمل - خالد عبدالله - اسامة الغزالي حرب

واخيرا - واتمنى آخرا - سليم العوا بقى من الناس اللي سقطت في هذه الاحداث...او حاليا يسمى اللواء سليم العوا العضو المنتدب بالمجلس العسكري

سليم العوا كنت لأنتخبه رئيسا - قبل ان يظهر حازم ابو اسماعيل

عمل ايه سليم العوا

عندما جاء سليم العوا الميدان يوم الاثنين 21 نوفمبر ...هاج عليه بعض الشباب متهمينه بالموالاة للمجلس العسكري واعانته في مواجهة الثورة والثوار ....وبان على وجهه الضيق الشديد...كنت ساعتها في وسط الميدان وشاركت مع من شاركوا في تهدئة الشباب وابعادهم ومنح الفرصة له
كي يكمل كلامه حتى لا يخرج مطرودا

لكن بعد اللي عمله لو شفته بينضرب قدامي مش هأتدخل لصالحه مرة أخرى


عمل ايه بقى ولازال يفعل هذا الفعل

المشكلة اني ارى ان سليم العوا انتقم من هؤلاء باسلوب طفولي جدا....واسلوب لا يليق به بالمرة...يوم الخميس ده اما روحت وجدته في لقاء مع لميس الحديدي على
Cbc
ويقول انه عنده معلومات عن شباب يملأون كرات تنس بالبنزين وهيرموها على الجيش عند ماسبيرو وانه هيبلغ عنهم الجيش

وطبعا لو كانوا مسكوا حد كانوا اعلنوا ...اي تخريف واشاعات ومن مين ..من سليم العوا ؟؟؟

وكلام آخر عن ان المجلس العسكري اكتسب الشرعية للحكم في الاستفتاء ؟؟؟؟ وده كلام يناقض ما قاله المستشار طارق البشري نفسه

وقال كلام تاني كتير يثبت فيه موقف المجلس العسكري

شئ محزن - وده اقل لفظ مهذب- انه راجل زيه ينزلق هذا المنزلق

حازم صلاح ابو اسماعيل كمثال كان يتواجد في الميدان كل يوم على الرغم من ان البعض كان يهاجمه بسبب تراجعه عن الاعتصام يوم الجمعة لكن كان متواجد في وسط الشباب

...حازم صلاح ابواسماعيل اراه اعلى شخص في هذه الثورة بمزجه بين الفكرة الاسلامية النقية الصحيحة واسقاطها على الواقع الحديث بشكل عصري والروح الثورية السياسية العميقة الفاهمة

ولم ينزلق مثل العوا ..وربنا يثبته ويثبتنا جميعا

محمد البلتاجي ايضا خرج من الميدان بشكل عنيف لكن لم ينزلق لمثل هذا المنزلق

ومازال العوا يتبنى مواقف المجلس العسكري بشكل مثير للاشمئزاز


************************

الجمعة 25 نوفمبر : مليونية الحكومة الانتقالية وتكوين مجلس رئاسي مدني


الجمعة دي لم اتابعها من الميدان لاني كما قلت غادرت الميدان يوم الخميس عازما الا ارجع اليه الا لشئ يخص الانتخابات

والمشهد في هذه الجمعة كان مشهد اطلق عليه : كوميدي...مأساوي...ووطني ايضا

لسخرية الاحداث...البرادعي اللي هو سبب مباشر في كل اللي بيحصل دلوقت بأنه هو اول من فتح الباب الاسود المهبب بتاع المبادئ الفوق دستورية اللي بدات كل هذا الكلام - بحسن نية ده حصل لكن حصل - ولم يحترم نتيجة الاستفتاء الديموقراطي كما كان يجب ولم يستموت على احترام اختيار الناس وفتح النافذة للعسكر للقفز على الثورة والتسلل من خلالها ....بقى عند البعض دلوقت المنقذ المنتظر

البرادعي احترم جدا ما فعله ضد مبارك لكن ما حدث منه في موضوع المبادئ الفوق الدستورية واصراراه حتى بعد الاستفتاء على الدستور اولا وضغطه في هذا الاتجاه لهو سقطة كبيرة تثبت انه نعم يردي الديموقراطية لكنه يريد تحقيق رؤيته للاصلاح بأي شكل...هي رؤية مازلت اراها مخلصة للبلد ولكن مش ديموقراطية أوي :)

ايه اللي حصل يوم الجمعة

قوم الناس اللي ما شفنهاش طول الاسبوع ولا سمعنا حسها..ولا حضرت مليونية 18 نوفمبر اللي دعى اليها الاسلاميين...فاقت يوم الجمعة بعد احداث اسبوع محمد محمود ونزلت يوم الجمعة 25 نوفمبر فيما ارادوه مليونية للمطالبة بتنحي العسكر وتشكيل حكومة انتقالية بل واعلنوا اسماء مقترحة لها

بالنسبة للبرادعي ما كانش عندي اعتراض انه يترأس المرحلة الانتقالية...ويمكن ده كان رأيي اما قابلت بالصدفة د.هبة رؤوف عزت يوم 28 يناير 2011 - جمعة الغضب - على كوبري أكتوبر في حين ان كان رأيها شخص تاني خالص - مش هأقول هو مين عشان هي ما تزعلش :)
والعبد لله بيقدرها جدا ومش عايز يزعلها
:)

لكن ده اختلف بعد ما طلع - البرادعي - بافتكاسة المبادئ الفوق دستورية اللي اظهرت انه عايز يحقق رؤيته للاصلاح حتى لو تجاوز هذا الديموقراطية


مش هاقول دي حركة انتهازية مثلا مثلا..لأ...هو مش انتهازي في حين ان بعض اللي نزلوا يومها انتهازيون ووجدوها فرصة لفرض وجهة نظرهم قبل الانتخابات...لكن بالنسبة له هاحسن الظن واقول ان هو سياسي يمارس السياسة زي ما الكتاب بيقول ...وعنده رؤية اصلاحية حقيقية لا شك ونية كويسة نظنها فيه ولكن نختلف معاه جوهريا في الايديولجية ...ووجد الفرصة لما يراه انقاذ للبلد وحب يستغلها بالامكانيات المتاحة بالظروف المتاحة...لعبة سياسية بحتة


كل ده كان يبقى كلام جميل ويجب مساندته اذا ماكناش على بعد ايام من الانتخابات...لكن طالما الانتخابات داخلة وعلى بعد يومين يبقى ان كنا نريد تنحية العسكر يكون هذا عن طريق السلطة الشرعية التي ستنتخب

لكن طبيعي لم تنجح المحاولة..في حين لم يفوت الاعلام الفلولي الفرصة كي يضرب بالثورة بعضها البعض ويلهي الناس عن الجرائم التي حدثت طوال الاسبوع

ومن نافلة القول بان حالة الفوضى اللي كان عليها الميدان وبدات تظهر من يوم الخميس وزيادة الشباب اللي جاي يهيص... تسببت في وقوع بعض حوادث التحرش - واحداها اذيعت على التليفزيون الفرنسي
:(
واسئ استغلال الكلام ده كالعادة لتشويه صورة الثورة والثوار


*******************
السبت 26 نوفمبر : بداية اعتصام مجلس الوزراء

بدأ الميدان يفضى تدريجيا

من البداية مجموعة من شباب الثورة كانت ترى خطا تركهم للميدان وثقتهم المطلقة في المجلس العسكري بعد 11 فبراير...وسيطر عليهم هذا التفكير طول المرحلة الانتقالية وكان سبب اساسي في اعتصام يوليو اللي انتهى بشكل اساء للثورة بسبب قلة خبرتهم الامنية ....فهذه المرة اختار مجموعة من هؤلاء الشباب الاعتصام في التحرير ثم لاحقا عند مجلس الوزراء كضمان من وجهة نظرهم لتحقيق مطالب الثورة واعتبارا لانفسهم الكتلة الحرجة التي ستنضم لها الجماهير ان حدث اي تلاعب في تسليم السلطة


هؤلاء الشباب عندهم وجهة نظر معتبرة حتى وان كنت اختلف معها وحتى وان كنت ارى التهدئة الواجبة خلال الاسابيع الستة التالية إلى ان تمر الانتخابات ونركز فيها ونمنع فيها اي تلاعب ...التلاعب الذي ان حدث فوقتها سيحدث ما يريدون..سيعود الناس للشارع

لكن احترم وجهة نظرهم

نية طيبة لكن تحرك سياسي غير سليم..ولكن برضه هذا لا يسوغ ضربهم وفض اعتصامهم بأي حال

وهم عروفا قواعد اللعبة واعتصموا على الرصيف

لكن تصاعدت الامور كما رأينا فيما بعد

سريعا سأمر على احداث مجلس الوزراء

من يوم السبت وبدا الاعتصام مبدئيا في التحرير ولكن لان العدد قليل وشباب الحركات الثورية تعلموا مما حدث في اعتصام يوليو ومع اعتراضهم على تولي الجنزوري للحكومة وعلى استمرار المجلس العسكري ..ارتأوا نقل اعتصامهم لمجلس الوزراء...والتزموا بقواعد الاعتصام قليل العدد حيث اعتصموا على الرصيف ورتكوا الطريق للمرور

لم يخل الامر من استفزاز جديد من قيادات الداخلية والجيش...حيث ارسلوا عن عمد كنوع من اثبات السيطرة ركب عربيات امن مركزي في تالت يوم للاعتصام كي يمر من شارع مجلس الشعب حيث يوجد الاعتصام وطبعا حركة مستفزة جدا ومهيجة جدا فتجمع عليها المعتصمين ظنا من ان هذا هجوم جديد ...وكما يبدو من الكلام اللي اتنقل عن الضابط قائد الركب انه قال في اللاسلكي لقيادته : هو فيه اعتصام ؟؟ انتم بتورطوني ؟

وانتهى بانه رجع وهرب وهما راجعين داسوا على شاب وموتوه - كما قلت من قبل حياة الناس عند القيادات رخيصة ويرونها خسائر مقبولة

في الميدان كان مسيطر عليه بلطجية مجهولي المصدر وامن دولة وتحريات عسكرية...شفت ده اما نزلت يوم كده في النص عشان اشوف ايه اللي بيحصل...وتدريجيا تم فتح الميدان اما المرور بعدما انكر شباب الحركات الثورية اي تواجد لهم في الميدان

لكن لم ار بعيني ما يحدث عند مجلس الوزراء...لكن من تجميع الرويات ورؤية الفيديوهات اقدر اقول

على ما يبدو انه حصل احتكاك ما بين الشاب عبودي وبين احد ضباط الجيش - اما بسبب الكرة او بسبب وجود العربية التي تختطف المعتصمين وهما خارجين كما قال عبودي

ولان ضباط الشرطة وقطاع من ضباط الجيش والشرطة العسكرية متربيين في وحداتهم على انهم نصف آلهة فمعندهمش تعامل بالقانون....فبدلا من ان يحتجزوا عبودي بشكل محترم ويعرضوه على النيابة وفي هذا ما يكفي - ده ان كان تطاول عليهم فعلا - ...لأ....خدوه نفخوه وهروه ضرب وخرج مدغدغ لزملائه...وطبعا ده هيج المعتصمين وده شئ طبيعي...فبدات المواجهات من الطرفين

اظن ان المواجهات حصلت بين الطرفين بالتساوي ...وفي غياب القانون وفي غياب القيادة الحكيمة - القيادة العليا اعني - تطورت الامور لمشاهد العنف التي رأيناها والتي يجب ان يحاكم فيها من لم يضبط جنوده ومن كان مسؤولا عن اعطاء الاوامر



اتسألت سؤال...لو انا مكان قائد القوة اللي بتحمي المجلس هاعمل ايه ؟





كنت بالقوة الكبيرة اللي معايا دي أولا هأهدي الناس واتكلم معاهم واكسبهم خاصة اما يكون رصيد الجيش عند الناس

كبير



(دلوقت الرصيد راح في داهية بس لانقاذ ما يمكن انقاذه)



ثانيا هاتعامل معاهم بالقانون...يعني اما واحد يشتم ظابط اما ان المعتصمين اللي حواليه هيغلطوه ويسكتوه وهنا الحكمة اني اسكت ...او يتقبض عليه ويتعامل وفقا للقانون كما شرحت

لكن الضابط ابى الا انه يتعامل معاه زي ما هو متعود بمبدأ السادة والعبيد...ازاي المدني العيل ابن الوسخة ده يكلمني كده)

ونسي ان العيل المدني الشجاع الكريم ده هو اللي بأمر الله عمل اكبر تغيير في تاريخ البلد من ايام الفراعنة





فيه تصرفات غلط من بعض الثوار وبعض المتظاهرين لا انكار...لكن فيه طرق قانونية للتعامل معاها - يعني عبودي لو شتم فعلا الظابط - ده لو لو - يبقى يتقبض عليه باقل عنف ممكن ويتحجز في اوضه ويتعرض على النيابة وياخد حكم (حبس او غرامة او كلاهما) من نص القانون وده يكفي جدا للعقاب...وده اقصى عقاب ان لم تتم تسوية الامر في مرحلة من المراحل تقديرا لهؤلاء الشباب مع اعتذاره العلني طبعا(ده اصلا اذا صحت الرواية ان عبودي شتمه وخدنا بالسيناريو الأسوأ وان كنت لا اظن ان هذا هو ما حدث)



مش يطلع مسحول ومتخرشم ومنفخ من كل حتة





السلاح اللي في ايد قوات الامن ده مش بابي جايبهلهم عشان ينتقموا بيه لنفسهم وكرامتهم



اما لو ان انا ظابط وشفت ان الدنيا باظت بقى ومضطر استخدم القوة يبقى ههاجم واستعمل القوة لكن باقل قدر ممكن احتاجه خاصة ان قوتي كبير مش صغيرة ...وادي تعليمات شديدة للجنود ان اللي يتقبض عليه ماحدش يضربه ولا يهينه يتحفظ عليه بس ولو قاومه - لو قاومه - يضربه بما يكفي فقط للسيطرة عليه



أخيرا...اي تجاوز من ناحية ضباطي وجنودي لأوامري الواضحة والصريحة او حتى بدون اوامر ومخالفة للقانون هأوقف الشخص ده وأعاقبه ...وأعلن ده على الملأ دون محاباة او خداع - مش هاقول عاقبته وانا ما عاقبتوش - والاعلان هنا مهمة المجلس العسكري





الموضوع مش كيميا



لكن من امن العقوبة اساء الادب وسفك الدم وده اللي حصل



بالنسبة للمجندين...لو المجند تعليمه على قده وما بيفهمش فالظابط المفروض يحكمه...لكن اللي شفناه واللي اتحكى ان الظباط نفسهم بيعملوا كده....ده غير انه تم شحن الاتنين - من قبل المجلس العسكري اللي بيكره الثورة في السر ويمدحها في العلن - بان هؤلاء خونة وعملاء



واللي بيقول ان العنف بيستخدم في كل حتة وفي دول أجنبية...فبالنسبة للدول دي ..الدول دي اصلا فيها مؤسسات وفيها قواعد وفيها قانون بيحترم ومن يتجاوزه يحاسب بشكل فوري وفيه حقوق وحريات وفيه فلوس دولة بتتصرف على رفاهية ومعيشة المواطنين ...فمفيش مجال نقول ان العنف اللي بيستخدم في مصر زي العنف اللي بيستخدم في الدول التانية الي هما عندهم قنوات كتير للتعبير عن رأيهم ولتنفيذ الصالح وللمراقبة على الحكوميين



ده غير ان استخدام العنف عندهم ليه قوانين وعمرنا ما سمعنا عن سقوط قتلي في فض اعتصام او شغب بعده



والا كانت اتقطعت رقاب المسؤولين


***************

بالنسبة لحرق المجمع العلمي...هقول رأيي واجري على الله...في الغالب نعم ممكن يكون ناس من المتظاهرين او المحسوبين عليهم هما اللي حرقوه لكن هنا حقيقتين هامتين

لو قارنا الفيديوهات بعين غير العين التي تريد اثبات العناصر الممولة الاجنبية....سنجد ان هناك شباب من اللي ظهر في فيديو المجلس العسكري دول تم القبض عليهم قبلها بأيام ...مين بقى اللي خرجهم واطلقهم في الميدان وسط المتظاهرين وبعدين رجع قبض عليهم وطلعهم في الفيديو ؟

دي واحدة


الحاجة التانية...اثناء الحريق....وجدنا في الفيديو ان المتظاهرين بيرموا طوب على المجمع العملي او حد جواه او فوقيه

في الغالب فيه من جنود وضباط الجيش وامن الدولة طلعوا فوق المجمع العلمي عشان يرموا طوب ومولوتوف على المتظاهرين زي ما عملوا بالضبط وشفناه في الفيديو من فوق مجلس الوزراء

وده يفسر الفيديو اللي فيه متظاهرين بيرموا طوب على المجمع العلمي...واضح انهم كانوا بيردوا الضرب على حد

ولان محدش يعرف اصلا المبنى ده ايه ولا حتى من اللي طلعوا في الفضائيات - وحرام يتقال عليهم بشر - وكانوا بيتباكوا على المجمع العلمي ويروه اهم من حياة البشر

ولان صعب السيطرة على جموع غاضبة في ظروف زي دي

فالمتظاهرين والمهيجين في وسطهم ردوا الضرب على مبنى بيتهاجم عليهم من فوقيه


مين بقى اللي يتحاسب هنا ؟

اللي طلع الجنود والضباط فوق المجمع العملي وخاطر بيه في مواجهة زي دي مع انه اكثر من عشر مواجهات مع الشرطة حصلت عند المجمع العلمي سواء اثناء ثورة يناير او احداث ابريل او احداث محمد محمود و كل واحدة فيهم اعنف من كده عشر مرات ولم يمس المجمع بشعرة ؟


واللا اللي منع - من العناصر المندسة فعلا والتي تريد التشويه - عربية الاطفاء انها تطفي وهرب بيها ناحية قوات الجيش ؟


واللا اللي ما طلعش عربيات المطافي اللي ناحية مجلس الشورى ؟


واللا اللي اصلا خاطر بالعلاقة بين الجيش والشعب ودخل الجيش في مواجهة زي دي ؟


واللا اللي ربى في ضباط الجيش شيطنة الثورة وان من قاموا بها عملاء وخونة عايزين يدمروا البلد لصالح جهات اجنبية ؟


*********************

نقطة مهمة جدا كي ابرئ ذمتي ..مش بأقول ان كل شباب الثورة ملائكة وانهم دائما على صواب وانهم لا يأتيهم الباطل ابدا....فيهم ناس كويسة جدا وفيهم ناس عندهم مشاكل واخطاء - حركية ولا أراهم خونة ابدا ...ولكن هم ليسوا بشياطين وليسوا كما يصورهم الاعلام ويصدق ذلك بعض الناس للاسف

واتمنى لمن فيه عوج فيهم ان يهتدوا....وان لم يهتدوا فالله قادر عليهم..وهم على اي حال ليسوا بتأثير السلطة الحاكمة...السلطة الاقوى التي بصلاحها وبصوابها تستقيم الامور بامر الله..وبإعوجاجها تتحول الاحداث الى كوارث

***************************


وبدأت الانتخابات

افضل انتخابات تمت في تاريخ مصر منذ زمن طويل...جدا

وكما قلت..الاعلام الحكومي والفلولي الان اصبح حريصا على الطنطة والترويج لها بعدما اصبحت مخرجهم السياسي والاعلامي من الازمة والكارثة اللي عملوها

وللاسف المغيبين الذين لا يستخدمون عقولهم...نسوا ما حدث وتسلسله ورجعوا للتسبيح بسحر - اعلام - من يحكم البلد


********************


ولكل من يلعنون ميدان التحرير أقول
:


١- لولا التحرير لكنت الآن بدون حق الإنتخاب لأنه ليس لديك بطاقة إنتخابية.
٢- لولا التحرير لكنت فشلت فى الوقوف فى طابور لجنة لأن بلطجية النظام كانوا سيمنعونك.
٣- لولا التحرير لما كنت رأيت ١٠٠ مرشح لمقعد واحد و كلهم يعتقدون أن لديهم فرصة.
٤- لولا التحرير لما تأكدت أن أمواتنا و مسجلى الخطر ليسوا من بين المنتخبين.
٥- لولا التحرير لرأيت أوتوبيسات النقل العام تنقل الموظفين الحكوميين بالإكراه لإنتخاب الوطنى.
٦- لولا التحرير لما تمكن المصريون بالخارج من استرجاع حقهم المسلوب فى المواطنة الصحيحة.
٧- لولا التحرير لكان خرج عليك ديوس النظام السابق ليقول لك: اليوم عُرس الديمقراطية.
8 - لولا التحرير لما أجبر المجلس العسكري على اعلان ميعاد انتخابات الرئاسة وقبلها ميعاد انتخابات مجلس الشعب نفسه
9-لولا التحرير لما تهافت الكلام عن وثيقة السلمي التي أريد لنا بها ان نكون نعاجا
10-لولا التحرير لما كان الكلام عن حكومة مستقبلية ان شاء الله تمثل الشعب عن طريق نسبة التمثيل في مجلس الشعب
وكل شئ بفضل الله أولا وأخيرا
أياً كانت نتيجة إنتخابات اليوم .. شكراً لميدان التحرير - قلب مصر النابض بالحيوية و الشرف لكل مصرى حر!

**********************

هذه الانتخابات أتتكم برعاية : شوية العيال اللي في التحرير


ولله الامر من قبل ومن بعد

والحمد لله رب العالمين

*************
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ

مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ

تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ

لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

*******************

تمت بحمد الله

2 comments:

Entrümpelung wien said...

شكرا على الموضوع ..))

Entrümpelung wien said...

شكرا على الموضوع ..))