Monday, July 28, 2008

BETTER MAN - 2




الاحاديث من صحيح مسلم


5998 -

وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته إياه فغفر لها به ‏"‏ ‏.‏


5996 -

حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه عن سمى، مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ‏.‏ فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ‏"‏ ‏.‏ قالوا يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجرا فقال ‏"‏ في كل كبد رطبة أجر ‏"‏ ‏.‏


****************************************


المكان
القاهرة - المعادي - عدة اسابيع مضت



منتصف النهار بعد آذان الظهر بقليل ...الجو شديد الحرارة


يدور حول الميدان للمرة الثانية يبحث عن مكان لركن سيارته ....يشعر بالتوتر لانه يريد اللحاق بالجماعة الاولى لصلاة الظهر


يشعر بالذنب لانه اضطر للنزول من بيته قبل الآذان بدقائق للحاق بموعده وهي الفرصة الأخيرة لهذا الموعد قبل سفره.....وان هذا المأزق يتكرر معه كثيرا في الايام الاخيرة.....وان انتظر الصلاة لم يكن ليستطيع اللحاق بالموعد على الاطلاق.....خاصة انه كان مرتبط بموعد آخر بعده في المعادي ذاتها


بمعجزة ما استطاع قطع الطريق - بدون تهور - في زمن قياسي في هذا الوقت من النهار


يلمح مكان خالي وواسع...الحمد لله...لكن
.......

تسبقه سيارة اخرى وتركن في منتصف المكان بالضبط




يبدو له المكان يتسع لسيارتين لكن قائد السيارة الذي سبقه استولى على المكان كله



عادة عندما يركن سيارته "بيحضن" على السيارة المجاورة من اي جهة - دون تزنيق - يجعل لها مكان للحركة لكن يترك مكان خال قدر الامكان..عملا بالقاعدة القرآنية


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ



وبأمر النبي بعدم الاسراف ولو كان على نهر جار...وويطبق القاعدة قدر الامكان على كل شئ

رحمة بقائدي السيارت غيره ممن سيبحثون ايضا عن مكان ليقفوا فيه



قد يتسبب هذا - مقاربته للسيارات الاخرى حتى في الاماكن الخالية - في خلاف بينه وبين قائدي السيارات لآخرين...يحدث فعلا ولكن نادرا جدا


يتذكر قريبا زميل له اثناء عملهم في دولة اخرى تعجب من فعله هذا في جراج المنزل الذي يسكنون فيه....هو نفسه مدح فعله بعدها بايام بعدما لم يجد مكانا لسيارته بسبب جار لهم ركن في المكان الواسع "بالورب"
:)))


المهم


كلاكس خفيف لقائد السيارة الاخرى لكي يفسح مكانا...يرى في انعكاس مرآته وجه يصلح ان يكون انثوي...ماياخدش في باله....عايز يركن وينزل يصلي هذا ما يسيطر على ذهنه

بالفعل يعدل قائد السيارة الاخرى وضعه ويفسح له.....يدخل المكان ....المكان ضيق فعلا ويادوب خدهم مع بعض ....قائد السيارة الاخرى كان عنده حق هذه المرة



الخروج من السيارة...ثم الخروج بالسيارة نفسها فيما بعد سيكون صعبا جدا ..الحمد لله لم تتجرح ايا من السيارات...ينشغل بتظبيط وضعه لثوان ثم يغلق المحرك وينظر لجهة السائق الذي افسح له كي يشكره...كان السائق الآخر خارج من الباب الآخر - باب الجالس لجواره - لضيق المكان.....و.....


و......إحم

يرى ظهرا...انثويا

او بمعنى ادق

الربع الاسفل من الظهر واضح للعين


و.....إحم

ربع ظهر + جزء من القطعة الداخلية السفلى لان البنطلون ساقط قليلا على الموضة




يغض طرفه قليلا ...الموقف لم يأخذ ثانية ينظر لها مرة اخرى بعدما خرجت...يرى وجها رقيقا...ودودا لا يبدو عليه اي تأفف او ضيق لصعوبة الخروج في هذا المكان الضيق


يشير لها ان "شكرا" باشارة مهذبة بيده ويتمتم جزاكي الله خيرا...ترد اشارته وتحمل كتبها وتذهب لحال سبيلها مباشرة....يهز رأسه ويغادر ايضا سيارته بصعوبة



اول ما قفز لذهنه في هذا الموقف هو حديث بغي بني اسرائيل التي سقت كلبا في عز الحر ...فشكر الله لها ...فغفر لها


أكيد ليس هو الكلب :))))....واكييد طبعا هي ليست بغي ...اكيد طبعا


لكن عبارة الحديث...فشكر الله لها...فغفر لها



فشكر- من كان الخير لصالحه - الله- لها - فاعلة الخير .....فغفر- اي الله - لها- اي غفر لفاعلة الخير


يحث الخطى للمسجد ...وقد اضمر في نفسه امرا



استطاع اللحاق فعلا بالجماعة الاولى...وبعد الصلاة ....قعد يشكر الله لها


دعا لها بالهداية ان لم تكن مسلمة..وبالهداية والصلاح ان كانت مسلمة


دعا لها بالمغفرة والرحمة وان تكون من اولياء الله ومن عباده الصالحين وخاصة عباده ممن ارادهم ...دعا لها بالزوج الصالح والذرية الصالحة والعمل الصالح والشهادة في سبيل الله بعد عمر في سبيل الله وبالفردوس الاعلى



فشكر الله لها...فغفر لها...تتردد في ذهنه



وهو خارج الف فكرة تصارعت في ذهنه


قفز لذهنه ارباب العلمانية - او حتى الكفر بالاسلام او بالله بالكلية - من دعاة تحرير المرأة من ملابسها.....ماذا لكانوا يفعلون ان حدث معهم هذا



قفز لذهنه احدهم بالذات ممن اتهمه مؤخرا -وقتها - بقلة الذوق والجليطة في التعامل مع النساء والنظرة المتدنية لهم


تذكر ساخرا في ذهنه ان هذا الشخص كان المرجح انه ليتغزل في جمال هذه.....ويعتبرها من ربات الجمال اللواتي قابلهن في حياته....ويمكن كان تذكر مستحسرا شبابه الفائت وماذا كان ليفعل ان كان اصغر سنا


قارن رغما عنه في ذهنه بينه وبينه.....وايهما احتراما لآدمية المرأة اكثر من الآخر


يمكن ايضا يتهمه بانها وقعت في قلبه مما رأى ....هو نفسه فكر في الامر وهو خارج...لما فعل ما فعل...هل هو رد فعل نفسي دفاعي...اتخذه عقله لمنع تطور الموضوع في ذهنه


احتمال طبعا

ولكن هنا فيه وجهتين نظر


ان كان الامر كذلك....فحمدا لله ان ما يزعم انه يلتزم به ويحاول الالتزام به في دينه جعل هذه هو تشرب عقله الباطن وانعكاسه الايجابي على سلوكه الواقعي...بمعنى ان كان هذا هو رد فعل عقله الباطن الذي يقول النفسيون انه يحمل الرغبات المكبوتة...فحمدا لله ان انعكاس عقله الباطن على سلوكه كان بهذه الايجابية وبهذه الصورة الدينية الجيدة...خاصة انها جاءت كرد فعل مباشر تماما ...اول ما حدث الموقف..اول ما قفز لذهنه الحديث


وجهة النظر الاخرى...انه مع ذلك فلا يرى ان ما اعلاه هو ما حدث....يرى ان فعل الخير الذي قامت به هذه الفتاة بهذا الظرف بهذه الملابسات هي ما جعل الحديث وتطبيقه فيما بعد هو ما يقفز لذهنه مباشرة


خاصة انه بيشوف "بلاوي" مثل هذه كثيرا...خاصة خارج البلاد...فماجتش على دي اللي هتعمل فيه كده


ايا ما كان هذا او ذاك.....حمدا لله ان هذه كانت ردة فعله....بفضل الله وتوفيقه ونعمته


بغض النظر عنه كشخص...هو لا يروي هذا ليقول كم هو جميل ورائع......لكن يروي هذا كتجربة فرد مسلم عادي تماما من آلاف من يحاولون الالتزام....يرى ان ردة فعله التلقائية كانت مؤشر ايجابي جدا لما تفعله تعاليم الدين بنفسية الفرد المفترض انه فرد سوي


فكر انه لم يلعنها مثلا أول ما رأى ما رأى


ولا احتقرها ولا اي شئ من هذا تبادر لذهنه لحظة...بل شكرها بتلقائية


او "طنش" وماجاش في باله اساسا بدعوى حريتها الشخصية واختلاف البيئة والزمان والمكان


صحيح ايضا انه يرى في نموذج الدولة الاسلامية في ذهنه ان هذا - الخروج بمثل هكذا ملابس - ليكون شئ غير مسموح بقوة القانون...القانون الذي سيصر الناس على تطبيقه تحت نظام مثل هذا يأخذ بيد الناس اولا ويجعلهم هم من يطالبون بتطبيق احكام الشريعة هذه

وان هذا النظام مع صرامته في تطبيق الشريعة لن يفقد ايضا رحمته النابعة من تعاليم الدين برعاياه على اختلافهم


لكن ان فكر في نظرية اختلاف البيئة والزمان والمكان ....فسيكون تطبيقها هاهنا هو انه في الظروف المهببة والنظام -الملعون بإذن الله - الذي نعيش فيه.....فليس بيده الا ان يفكر ويفعل مثلما فعل



فكر ايضا انه يعلم ايضا ان لا احد كبير على المعصية .....واي عاص قد يعافيه الله ويبتلي من يتيه بعبادته على الناس...وانه مش ملاك...وله اخطاؤه ومصائبه هو ايضا


كل بن آدم خطاء..وما من مؤمن الا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة والمرة بعد المرة حتى يلقى الله


هذا ايضا من تعاليم دينه وتعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم



الحديث ليس تشجيع على المعصية لكن الحديث ينطبق على عقلية معينة....يتمنى ان تكون هي - وغيراتها - ممن يحببن الله ورسوله في اعماق قلوبهم......لكنها غلبة الدنيا وغياب القدوة وعدم العلم وعدم ادراك وتقدير حقيقة التعاليم بشكل صحيح في ظروف مجتمع مثلما هي حاليا


يتمنى ان تكون من هؤلاء...وليس ممن يرفضن تعاليم الدين بالكلية و يحرفنها ويبدلنها لتناسب اهوائهن


**************************************************


لن يتقابلا الا يوم القيامة...اللهم لا تخذه فيما ظنه وفيما دعا به .....وارض عن كل منهما يارب العالمين

وعن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات انك على كل شئ قدير


***************************************


يمكن مش اول مرة يحصل معاه موقف مشابه...لكن ده اقربهم لذهنه


ودائما رد فعله عقلي تلقائي جدا


Better Man

& Better Attitude(mind-set)


هكذا فعلت به تعاليم دينه وتعاليم نبيه في موقف مثل هذا.....و"كلاشيهات" الدين الموروثة و"قوالبه" الجامدة التي تشبعت بها نفسه من الفقه القديم "التاريخي" ......وترسيبات كل هذا في عقله الباطن والواعي


***************************************


انتهى الجزء الثاني

يتبع بإذن الله
------->>>>><<<<

7 comments:

belal said...

ربنا يكرمك يا باشمهندس

تذكرة جميلة ..
ساعات كتير الواحد ما بيفكرش كده

جزاكم الله خيرا
..

جهاد خالد said...

:)

هنــا .. بشغف

لمتابعة البقية

جزيت عنا خيرا

قلب يحترق said...

ما شاء الله

من زمن و أنا أريد أن أتعرف في عالم المدونات علي مدونة تحمل فكرا فكرا اسلاميا خالصا حقيقيا دون انتماء لجماعات أو أحزاب و و و كما نري في عالم المدونات

جزاك الله خيرا ووفقك الي ما يحب

أميرة محمد محمد محمد said...

صراحة جزء جميل جدا كما كنت اتوقع والحمد لله ماتأخرش سنتين
عجبني الموقف ده جدا
جميل قوي ان اصحاب الدين يبقي عندهم رحمه بمن يعصون الله
بالفعل ليس الافضل من يطلق لحيته ويحافظ علي الصلاه فلا يعلم احد بانيه الا الله وكذلك ليست الافضل من ترتدي النقاب زيي فقد يكون هناك غير ملتزمات افضل مني كثيرا
اكثر ما اكرهه هو التكبر بالدين واعتقد ان عاقبته علي من يفعل ذلك سوداء
اختلف معك في موضوع فرض الحجاب بالقانون لان الموضوع ده فيه ملابسات كثيره انا اعارض الاجبار في كل شئ
ربنا يكرمك منتظرين الباقي

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

بلال

الله يكرمك ويعزك....جزانا واياكم


لكن ايضا اؤكد على التكامل بين نظرة الرحمة والدعوة...وعدم التهاون في شرع الله وحق المجتمع


الاخت النجمة الصامدة

ومكمل باذن الله



الاخت قلب يحترق

كلام كبير اوي عليا
و
"عليه"
:)


لكن اوقل لحضرتك..انه طالما المصدر واحد والنية ارضاء الله وفهم المراد من احكام الدين فلا خلاف باذن الله وكلنا واحد



الاخت اميرة محمد

عسى الاجزاء القادمة تعجبك اياض وتنفع باذن الله فتكون في ميزان حسناته وحسنات الكاتب


بالنسبة لنقطة الحجاب...وانا اياض لا ارى فرض الحجاب الا عندما يكون المجتمع مستعدا لذلك

لكن من اول يوم يجب فرض حدود للزي - ليس بالضرورة ان تكون الحجاب الكامل في البداية - لكن حدود معينة للحفاظ على آداب المجتمع وعدم افساد اخلاقه

أروى الطويل said...

:)
كل مادخلت إلي المدونة شعرت بالعجز أمام روعه الكلمات ودقه التصوير
جزاك ربي خير الجزاء :)
دمت بإبداع

arwaya.com

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

الاخت اروى

اخجلتمونا

لكنه ولكنني اقل من كده بكتير